وحديثه إذًا بين الضعف الشديد كما يقول المحقق للتوكل أو الوضع. والحديث روي من وجه آخر عن ابن عباس فقد رواه الحاكم في المستدرك ٤/ ٢٧٠، وأبو نعيم في الحلية ٣/ ٢١٨ - ٢١٩ من طريق هشام بن زياد، عن محمد بن كعب، عن ابن عباس وأخرجه الحاكم من وجه آخر فيه محمد بن معاوية، قال الذهبي: هشام متروك ومحمد بن معاوية كذبه الدارقطني؛ فبطل الحديث. وغريب - بعد هذا - أن يحكم المناوي في التيسير ٢/ ٤٢٢ بحسن الحديث مع أنه أورده عن ابن أبي الدنيا في التوكل، وقد علمت ما فيه من الطريقين، وليس في الطريقين ما يصح أن يكون جابرًا فضلًا عن أن يكون مجبورًا. وقد حكم العراقي على الحديث بالضعف، وسايره الزبيدي حيث حكى هذا التضعيف دون أن يرده بل أكده بما نقل عن البيهقي من قوله: تكلموا في هشام بسبب هذا الحديث. (٢) أخرجه ابن أبي الدنيا في التوكل ص ٣٧ ح ٣ رواية عن إسحاق بن إبراهيم، عن الحسين بن علي الجعفي، عن يحيى بن عمر الثقفي، عن محمد بن النضر الحارثي، عن الأوزاعي، قال: كان من دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم إني أسألك التوفيق لمحابك من الأعمال، وصدق التوكل عليك، وحسن الظن بك". وإسناده ضعيف معضل، كما ذكر محقق التوكل؛ وقد ذكر تخريج أبي نعيم له من وجه آخر وتعليقه عليه بما يؤكد غرابته. وهو يشير إلى رواية أبي نعيم له في الحلية ٨/ ٢٢٤. (٣) أخرجه ابن أبي الدنيا في التوكل ص ٣٨ ح ٤ عقب الحديث السابق رواية عن محمد بن إدريس الرازي، عن بشر بن محمد الواسطي، عن خالد بن محدوج - ويقال: ابن مقدوح، عن أنس بن مالك، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في دعائه: "اللهم اجعلني ممن توكل عليك فكفيته، واستهداك فهديته، واستنصرك فنصرته". وهو حديث منكر أعله المحقق بخالد بن محدوج، وبشر بن محمد، وذكر براهين وهاء إسناده. ولست أدري لِمَ لَمْ يبين ابن رجب ضعف الحديثين. وما في رواتهما من مقال؟!.