للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فيجعل بعضها للجلد، وبعضها للحم، وبعضها للعظام، فيقدر ذلك كله قبل وجوده.

وهذا خلاف ظاهر الحديث، بل الظاهر أنه يصورها، ويخلق هذه الأجزاء كلها.

وقد يكون خلق ذلك بتصويره وتقسيمه قبل وجود اللحم والعظام، وقد يكون هذا في بعض الأجنة دون بعض.

وحديث مالك بن الحويرث المتقدم يدل على أن التصوير يكون للنطفة أيضًا في اليوم السابع؛ وقد قال الله تعالى: {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ} (١) وفسر طائفة من السلف أمشاج النطفة بالعروق التي فيها.

قال ابن مسعود رضي الله عنه أمشاجها: عروقها (٢).

[التفسير الطبي لتكوُّن الجنين]:

• وقد ذكر علماء أهل الطب ما يوافق ذلك وقالوا: إن المنيَّ إذا وقع في الرحم حصل له زَبدِيّة أو رغوة ستة أيام أو سبعة وفي هذه الأيام تصور النطفة من غير استمداد من الرحم ثم بعد ذلك تستمد منه، وابتداء الخطوط والنقط بعد هذا بثلاثة أيام، وقد يتقدم يوما، ويتأخر يوما، ثم بعد ستة أيام وهو الخامس عشر من وقت العلوق يَنْفُذُ الدم إلى الجميع فيصير عَلَقَةً ثم تتميز الأعضاء تميزًا ظاهرًا، ويتنحى بَعْضُهَا عن مُمَاسَّةِ بَعض وَتمْتدُ لرُطوبَة النُّخاع، ثم بعد تسعة أيام ينفصل الرأس عن المنكبين، والأطرافُ عن الأصابع، تميزًا يستَبين (٣) في بعض ويخفى في بعض.

قالوا: وأقلُّ مدَّة يتصور الذكر فيها ثلاثون يومًا. والزمان المعتدل في تصور الجنين خمسة وثلاثون يومًا وقد يتصور في خمسة وأربعين يوما.

قالوا: ولم يوجد في الأسقاط ذكر تم قبل ثلاثين يومًا ولا أنثى قبل أربعين (٤) يوما.

فهذا يوافق ما دل عليه حديث حذيفَةَ بْنُ أَسِيدِ في التخليق في الأربعين الثانية ومصيره لحما فيها أيضًا.

[[الروايات المختلفة في التخليق والتصوير]]

• وقد حمل (٥) بعضهم حديث ابن مسعود على أن الجنين يغلب عليه في الأربعين


(١) سورة الإنسان: ٢.
(٢) الدر المنثور ٨/ ٣٦٧.
(٣) ب: "يتبين".
(٤) في م، هـ: "ولم يوجد في الإسقاط ذكر، ثم قيل ثلاثين يوما ولا لأنثى .. " وفيهما تحريف يحيل المعنى.
(٥) في هـ، م: "جعل".

<<  <  ج: ص:  >  >>