للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[الخلافة الراشدة]]

والخلفاء الراشدون الذين أمِرْنا بالاقتداء بهم هم: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ رضي الله عنهم؛ فإن في حديث سفينة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الخلافَةُ بَعْدِى ثلاثون سنة، ثم تكون مُلْكًا" (١).

• وقد صححه الإمام أحمد، واحتج به على خلافه الأئمة الأربعة.

ونَصَّ كثيرٌ من الأئمة على أن عمر بن عبد العزيز خليفة راشد أيضًا.

ويدلّ عليه ما خرّجه الإمام أحمد من حديث حذيفة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

"تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله [إذا شاء أن يرفعها]، ثم تكون خلافةٌ على منهاج النُّبُوَّة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها [إذا شاء الله أن يرفعها]، ثم تكون ملكًا عاضًّا فيكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفَعَهَا، ثم تكون مُلْكًا جَبْريةً، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم دفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافةٌ على منهاج النبوّة" ثم سكت.

فلما ولي عمر بن عبد العزيز دخل عليه رجل فحدثه بهذا الحديث فسُرَّ به وأعجبه (٢).

وكان محمد بن سيرين يُسأل أحيانًا عن شئ من الأشربة فيقول: نهى عنه إمامُ هُدًى: عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ورحمه.

* * *


(١) أخرجه أحمد في المسند من وجوه ٥/ ٢٢٠، ٢٢١ والترمذي في السنن: كتاب الفتن: باب ما جاء في الخلافة ٤/ ٥٠٣ من حديث سفينة بإسناد حسن.
(٢) أخرجه أحمد في المسند من حديث حبيب بن سالم، عن النعمان بن بشير (٤/ ٢٧٣) قال: كنا قعودًا في المسجد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان بشير رجلًا يكف حديثه، فجاء أبو ثعلبة الخشني، فقال: يا بشير بن سعد! أتحفظ حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الأمراء؟ فقال حذيفة: أنا أحفظ خطبته، فجلس أبو ثعلبة فقال حذيفة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكا عاضًّا، فيكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكًا جبرية، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذ شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت. قال حبيب: فلما قام عمر بن عبد العزير، وكان يزيد بن النعمان بن بشير في صحابته، فكتبت إليه بهذا الحديث أذكره إياه، فقلت له: إني أرجو أن يكون أمير المؤمنين يعني عمر - بعد الملك العاض والجبرية، فأدخل كتابي على عمر بن عبد العزيز فسر به وأعجبه.
وقد أورده الهيثمي في مجمع الزوائد ٥/ ١٨٨ - ١٨٩ بنحوه وقال: رواه أحمد في ترجمة النعمان والبزار أتم منه، والطبراني ببعضه في الأوسط. ورجاله ثقات.

<<  <  ج: ص:  >  >>