للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأمة لا تخرج علومهم التي يتكلمون فيها عن هذا الحديث وما دلَّ عليه مجملا ومفصلا؛ فإن الفقهاء إنما يتكلمون في العبادات التي هي من جملة خصال الإسلام ويضيفون إلى ذلك: الكلامَ في أحكام الأموال والأَبْضَاعِ والدماء وَكُلُّ ذلك من علم الإِسلام كما سبق التنبيه عليه.

ويبقى كثير (١) من علم الإسلام من الآداب والأخلاق وغير ذلك لا يتكلم عليه إلا القليل منهم ولا يتكلمون على معنى الشهادتين، وهما أصل الإسلام كله.

والذين يتكلمون في أصول الديانات يتكلمون على الشهادتين وعلى الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والإيمان بالقدر.

والذين يتكلمون على علم المعارف والمعاملات يتكلمون على مقام الإِحسان وعلى الأعمال الباطنة التي تدخل في الإيمان أيضًا، كالخشية والمحبة والتوكل والرضا والصبر ونحو ذلك.

فانحصرت العلوم الشرعية التي تتكلم عليها فرق المسلمين في هذا الحديث، ورجعت كلها إليه.

ففي هذا الحديث وحده كفاية ولله الحمد والمنة

* * *

[[الساعة وأمارتها واستئثار الله بعلمها]]

وبقى الكلام على ذكر الساعة من الحديث.

فقول جبريل عليه السلام: أَخْبِرْني عَن السَّاعةِ؛ فَقَالَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا السئول عنْها بأعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ".

يعني أن علم الخلق كلّهم في وقت الساعة سواء.

وهذا (٢) إشارة إلى أن الله تعالى استأثر بعلمها.

ولهذا [جاء أن العالِم. إذا سُئل عن شيء لا يعلمه أن يقول: لا أعلمه، وأن ذا لا ينقصه شيئا بل هو من ورعه ودينه؛ لأن فوق كل ذي علم عليم] (٣).


(١) ليست في ا.
(٢) في ا، هـ، م: "وهذه".
(٣) ما بين الرقمين ليس في أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>