للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال رجل لأبي أمامة: رأيتُ في المنام كَأَنَّ الملائكة تصلي عليكَ كلما دخلت، وكلما خرجت، وكلما قمت، وكلما جلستَ؟ فقال أبو أمامة: وأنتم لو شئتم صَلَّتْ عليكمُ الملائكة ثم قرأ - {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (٤١) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (٤٢) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} (١).

خرجه الحاكم.

* * *

[[ومن أبطأ به عمله]]

• قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "ومَنْ بطَّأَ به عَمَلُه لم يُسْرِعْ به نَسَبُه".

معناه: أن العملَ هو الذي يبلغ بالعبد درجاتِ الآخرة كما قال تعالى: {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا} (٢) فمن أبطأ به عَمَلُه أن يبلغَ به المنازِلَ العاليةَ عند الله لم يُشرِع به نَسَبُهُ؛ فيُبلِغَه تلك الدرجاتِ، فإنَّ الله تعالى رتّبَ الجَزَاءَ على الأعمال، لا على الأنساب كما قال تعالى: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} (٣).

• وقد أمر الله تعالى بالمسَارَعَةِ إلى مَغْفِرتِهِ ورحمتِه بالأعمال كما قال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (١٣٣) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (٤).

• وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (٥٧) وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (٥٨) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ (٥٩) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (٦٠) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} (٥).

• قال ابن مسعود: يأمُر الله بالصراط، فيُضْرَبُ على جهنم، فيمر الناسُ على قدر أعمالهم، زُمَرًا زُمَرًا أوئلهم كلمح البرق، ثم كمر الريح، ثم كمر المطر، ثم كمر البهائم، حتى يمر الرجل سعيًا، وحتى يمر الرجل مشيًا (٦) حتى يمر آخرهم يَتَلبّطُ على بطنه، فيقول:


(١) الآيات السابقة من سورة الأحزاب.
والحديث أخرجه الحاكم في المستدرك ٢/ ٤١٨ وفيه: قال أبو أمامة: "اللهم غفرا دعونا عنكم وأنتم لو شئتم .. " وقد صححه على شرط مسلم وأقره الذهبي.
(٢) سورة الأحقاف: من الآية ١٩.
(٣) سورة المؤمنون: ١٠١.
(٤) سورة آل عمران: ١٣٣ - ١٣٤.
(٥) سورة المؤمنون: ٥٧ - ٦١.
(٦) م: "مشيها" وفيه تحريف واضح.

<<  <  ج: ص:  >  >>