للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• وقيل لوهب بن مُنَبِّه: أَليس لا إله إلا الله مفتاحَ الجنة؟ قال: بلى، ولكن ما من مفتاح إلا وله أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان فُتح لك، وإِلا لم يفْتح لك (١).

ويشبه هذا ما روي عن ابن عمر أنه سئل عن "لا إله إلا الله" هل يضرُّ معها عمل كما لا ينفع مع تركها عمل؟ فقال ابن عمر: " عَشِّرْ (٢) ولا تغترَّ".

[[تفسير آخر للمراد]]

وقالت طائفة منهم الضحاك، والزهْري، كان هذا قبل الفرائض والحدود. فمن هؤلاء من أشار إلى أنها نسخت، ومنهم من قال: بل ضُمَّ إليها شروط زيدت عليها، وزيادة الشروط هل هي نسخ أم لا؟ فيه خلاف مشهور بين الأصوليين.

وفي هذا كلّه نظر، فإن كثيرًا من هذه الأحاديث متأخر بعد الفرائض والحدود.

وقال الثوري: "نسختها الفرائض والحدود، فيحتمل أن يكون مراده ما أراده هؤلاء، ويحتمل أن يكون مراده أن وجوب الفرائض والحدود تبين بها أن عقوبات الدنيا لا تسقط بمجرد الشهادتين، فكذلك عقوبات الآخرة.

ومثل هذه البيان وإزالة الإيهام كان السَّلف يسمونه نسخًا، وليس هو نسخا في الاصطلاح المشهور.

[[تفسير ثالث]]

وقالت طائفة: هذه النصوص المطلقة جاءت مقيدة بأن يقولها بصدق وإخلاص، وإخلاصها وصدقها يمنع الإصرار معها على معصية (٣).

وجاء في مراسيل الحسن عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من قال لا إله إلا الله مخلصًا، دخل الجنة": قيل: وما إخلاصها. قال: "أن تَحجُزك عما حرم الله".

وروي ذلك مسندا من وجوه أخر ضعيفة (٤).


(١) أخرجه البخاري تعليقا أول كتاب الجنائز ٣/ ١٠٩ وأشار ابن حجر في الفتح إلى أن المصنف وصله في التاريخ، كذلك وصله أبو نعيم في الحلية، ثم قال ابن حجر: بيان المصنف لم يثبت عنده في التلقين شيء على شرطه فاكتفى بما دلّ عليه. وانظر تغليق التعليق ٢/ ٤٥٣ - ٤٥٤.
(٢) في م: "اعمل" وفي الحلية ١/ ٣١١: "عش" لكن المعنى: اعمل وتابع ولا تغتر، فتترك العمل. انظر النهاية ٣/ ٢٣٩ - ٢٤٠ وغريب الحديث للحربي ١/ ١٥٩.
(٣) في م: "معصيته".
(٤) كما رواه الطبراني في الكبير ٥/ ١٩٧ ح ٥٠٧٤ وانظر هامشه وأبو نعيم في الحلية ٩/ ٢٥٤ كلاهما من حديث زيد بن أرقم.

<<  <  ج: ص:  >  >>