للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• ويروى عن رجل من أسلم، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتي بطعام في بعض أسفاره، فأكل منه، وأكل أصحابُهُ، وقبَض الأسلمي يده فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: مالك؟ قال: إني صائم قال: فما حملك على ذلك؟ قال: كان معي ابناي (١) رجلان يرحلان بي ويخدماني فقال: "ما زال لهم الفضل عليك بعد".

• وفي مراسيل أبي داود عن أبي قلابة أن ناسًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قدموا يثنون على صاحب لهم خيرًا قالوا: ما رأينا مثل فلان قطّ! ما كان في مسير؛ إلا كان في قراءة، ولا نزلنا منزلًا؛ إلا كان في صلاة، قال: فمن كان يكفيه ضيعته حتى ذكر؛ مَنْ كان يَعْلِفُ جَمَلَه أو دابته؟ قالوا نحن، قال: فكُلُّكُمْ خَيْر منه (٢).

* * *

[[العلم طريق الجنة]]

• قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "ومن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة".

وقد رَوى هذا المعنى أيضًا أبو الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (٣).

وسلوك الطريق لالتماس العلم يدخلُ فيه سلوكُ الطريق الحقيقي، وهو المشي بالأقدام إلى مجالس العلماء، ويدخل فيه سلوكُ الطرق المعنوية، المؤدية إلى حصول العلم، مثل حفظه، ومذاكرته، ومطالعته، وكتابته، والتفهم له، ونحو ذلك من الطرق المعنوية التي يتوصل بها إلى العلم.

* * *

• وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "سهل الله له طريقًا إلى الجنة" قد يراد بذلك أن الله يسهل له العلم الذي طلبه، وسلك طريقه وييسره عليه فإن العلم طريق موصل إلى الجنة.


(١) م: "ابنان يرحلان لي".
(٢) مراسيل أبي داود ٤/ ٢٩٥ ح ٢٧٣ وفيه: "ما كان يسير إلا في قراءة … صنعته - ويبدو أنها تحريف - حتى ذكر؟ ومن" ولا داعي لهذا الاستفهام ويذكر بدله نقطتان هكذا: كي يستقيم المعنى.
(٣) رواه أبو داود في السنن ٢/ ٣٤١ ح ٣٦٤١ وابن ماجه في السنن ١/ ٨١ ح ٢٢٣ بإسناد صحيح وانظر صحيح ابن ماجه ١/ ٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>