للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[الراسخون في العلم]]

• وقد خرج ابن أبي حاتم في تفسيره من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن الراسخين في العلم؛ فقال: "مَنْ بَرَّتْ يمينُه، وصدق لسانهُ، واستقام قَلْبُه، ومن عفَّ بطنُه وفرجه؛ فذلك من الراسخين في العلم (١) ".

* * *

• وقال نافع بن زيد (٢): يقال: الراسخون في العلم: المتواضعون لله، المتذللون لله في مرضاته، لا يتعاظمون (٣) مَن فوقهم، ولا يَحقِرون مَنْ دونهم.

ويشهد لهذا قولُ النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أتاكم أهلُ اليمن، هم أبرُّ قلوبا، وأرقُّ أفئدةً، الإيمان يمان، والفقه يمان، والحكمة يمانية" (٤).

وهذا إشارة منه إلى أبي موسى الأشعري، ومن كان على طريقه من علماء أهل اليمن، ثم إلى مثل أبي موسى الخولاني، وأويس القرني، وطاووس، ووهب بن منبه، وغيرهم من علماء أهل اليمن، وكل هؤلاء من العلماء الربانيين الخائفين لله، فكلهم علماء بالله يخشونه ويخافونه.

* * *

وبعضهم أوسع علما بأحكام الله وشرائع دينه من بعض ولم يكن تميزهم عن الناس بكثرة قيل وقال، ولا بحث ولا جدال.

وكذلك معاذ بن جبل رضي الله عنه أعلم الناس بالحلال والحرام وهو الذي يحشر يوم القيامة أمام العلماء برتوة (٥). ولم يكن علمه بتوسعة المسائل، وتكثيرها، بل قد سبق عنه


(١) أورده السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٧ وزاد نسبته إلى ابن جرير والطبراني عن أنس وأبي أمامة وواثلة بن الأسقع. وواثلة ليس من رواته عند الطبري كما ذكر محققه ٦/ ٢٠٦ - ٢٠٧ وأبان أن راويه عن الصحابة المذكورين هو عبد الله بن يزيد أحد الوضاعين.
(٢) كما أورده ابن حصير في تفسيره ١/ ٣٢٨ من رواية ابن المنذر عنه في تفسيره أيضًا.
(٣) "ا": "لا يتعاطون" والتصويب من ابن كثير.
(٤) متفق عليه: أخرجه البخاري في كتاب بدء الخلق: باب خير مال المسلمين غنم يتبع بها شعف الجبال وفي كتاب المغازي: باب قدوم الأشعريين وأهل اليمن ومسلم في كتاب الإيمان: باب تفاضل أهل الإيمان فيه ورجحان أهل اليمن فيه ١/ ٧٢ - ٧٣ من حديث أبي هريرة.
(٥) برتوة: أي برمية سهم، وقيل: بميل، وقيل: مدى البصر، وقيل بدرجة ومنزلة، وقيل: بخطوة. راجع النهاية وهامشها ٢/ ١٩٥. وفي ب "رتوة بحجر" أي مقدار رمية بحجر. وعن مناقب معاذ انظر مختصر تاريخ دمشق ٢٤/ ٣٦٨ - ٣٨٣ وما ذكر بهامشه من مصادر.

<<  <  ج: ص:  >  >>