للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (٩) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ} (١).

والمراد في تمام الأربعة.

وهذا الحديث الذي احتج به أحمد قد تقدم من حديث أبي شريح (٢) وخرجه البخاري من حديث أبي هريرة (٣) عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن - قرى ضيفه": قيل: يا رسول الله! وما قِرى الضيف؟ قال: "ثلاثة فما كان بعدُ فهو صدقة (٤) ".

* * *

[كيف يكون الإِكرام؟ وما مداه؟]:

قال حميد بن زنجويه (٥): عليه أَن يتكلف له في اليوم والليلة من الطعام أَطيب ما يأْكله هو وعياله، وفي تمام الثلاث يطعمهم من طعامه وفي هذا نظر.

وسنذكر حديث سلمان (٦) بالنهي عن التكلف للضيف.

ونقل أَشهب عن مالك قال: جائزته يوم وليلة، يكرمه ويتحفه ويخصه يومًا وليلة وثلاثة أيام ضيافة.

وكان ابن عمر يمتنع من الأكل من مال من نزل عليه فوق ثلاثة أيام، ويأمر أن يُنفَق عليه من ماله.

ولصاحب المنزل أن يأْمر الضيف بالتحول عنه بعد الثلاث؛ لأنه قضى ما عليه، وفعل ذلك الإمام أحمد رحمه الله.

* * *


(١) سورة فصلت: ٩، ١٠.
(٢) تقدم ص ٣٦١ - ٣٦٢.
(٣) الذي أخرجه عن أبي هريرة بهذا اللفظ هو الخرائطي في مكارم الأخلاق ١/ ٣١٤ - ح ٢٩٩ بإسناد حسن.
(٤) في بداية تخريج هذا الحديث أوردنا روايات البخاري له من حديث أبي هريرة وليس منها نص هذه الرواية.
(٥) في المطبوعة: "جندب بن رواحة" وهو خلاف ما في الأصول الخطية، وهو حميد بن مخلد بن قتيبة بن عبد الله الأزدي أبو أحمد بن زنجويه النسائي الحافظ روى عن النضر بن شميل، ويزيد بن هارون، وسعيد بن أبي مريم، وعلي بن المديني وغيرهم. وروى عنه أبو داود والنسائي وأبو زرعة، والبخاري ومسلم في غير الصحيحين. وثقه النسائي وابن حبان والخطيب، وذكر أنه كثر الحديث، قديم الرحلة. توفي سنة ٢٤٧ على خلاف وترجمته في تهذيب التهذيب ٣/ ٤٨ - ٤٩. وتهذيب الكمال ٧/ ٣٦٦ - ٣٧٢.
(٦) في المطبوعة، ر "سليمان" وهو خطأ، فهو يشير إلى حديث سلمان الفارسي الآتي في الصحيفة التالية.

<<  <  ج: ص:  >  >>