للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[عموم معنى الطيب في الأموال والأعمال والأقوال]]

وقد قيل إن المراد في هذا الحديث الذي نتكلم فيه الآن بقوله: "لا يقبل إلا طيِّبًا" أعَم من ذلك وهو أنه لا يقبل من الأعمال إلا ما كان طيبًا طاهرًا من المفسدات كلها كالرياء والعجب، ولا من الأموال إلا ما كان طيبًا حلالًا؛ فإن الطَّيِّبَ يوصفُ به الأعمالُ والأقوالُ والاعتقاداتُ، فكُلُّ هذه تنقسم إلى طيِّبٍ وخبيثٍ.

[[التعميم في الخبيث والطيب]]

وقد قيل إنه يدخل في قوله تعالى: {قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ} (١) هذا كلُّه.

* * *

[[تقسيم الكلام إلى خبيث وطيب]]

وقد قسم الله تعالى الكلام إلى طيِّبٍ وخبيثٍ فقال:

{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ} (٢) {وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ} (٣). {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} (٤).

* * *

[[الرسول يحل الطيب ويحرم الخبيث]]

ووصف الرسولَ - صلى الله عليه وسلم - بأنه يُحِلُّ الطيباتِ، ويُحَرِّمُ الخبائث.

وقد قيل إنه يدخل في ذلك: الأعمال والأقوال والاعتقادات أيضًا.

[[وصف المؤمنين]]

ووصف الله تعالى المؤمنين بالطيب بقوله تعالى:

{الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ} (٥) وأن الملائكة تقول عند الموت: اخرجي أيَّتُهَا النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب (٦)، وأن الملائكة تسلم عليهم عند دخولهم


(١) سورة المائدة: ١٠٠.
(٢) سورة إبراهيم: ٢٤.
(٣) سورة إبراهيم: ٢٦.
(٤) سورة فاطر: ١٠.
(٥) سورة النحل: ٣٢.
(٦) أورده ابن كثير في التفسير ٢/ ٥١٤ عن أحمد في المسند من حديث أبي هريرة مرفوعًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>