للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقوله - صلى الله عليه وسلم - "إنَّ الله طَيِّبٌ" هذا قد جاء أيضًا من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

"إنَّ الله طيِّبٌ يُحِبُّ الطَّيِّب، نظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ، وَجَوادٌ يُحِبُّ الْجُودَ".

* * *

خرجه الترمذي (١).

وفى إسناده مقال. والطيِّب هنا معناه الطاهر.

* * *

والمعنى: أن الله سبحانه وتعالى مقدس منزه عن النقائص والعيوب كلها.

وهذا كما في قوله تعالى {وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ} (٢).

والمراد المنزهون من أدناس الفواحش وأوضارها.

* * *

وقوله "لَا يَقْبَلُ إلَّا طيِّبًا" قد ورد معناه في حديث الصدقة، ولفظه: "لا يتصدق أحد بصدقة إلا من كعسب طيِّبٍ ولا يقبل الله إلا طيبًا" (٣).

والمراد أنه تعالى لا يقبل من الصدقات إلا ما كان طيبًا حلالا.

* * *


(١) في جامعه: كتاب الأدب: باب ما جاء في النظافة ٥/ ١١١ - ١١٢ رواية عن محمد بن بشار، عن أبي عامر العقدي عن خالد بن إلياس، ويقال ابن إياس، عن صالح بن أبي حسان، عن سعيد بن المسيب قال: "إن الله طيب يحب الطيب، نطيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود فنظفوا - أراه قال: أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود"، قال: فذكرت ذلك لمهاجر بن مسمار فقال: حدثنيه عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: مثله، إلا أنه قال: "نظفوا اُفنيتكم".
ثم عقب الترمذي بقوله: هذا حديث غريب، وخالد بن إلياس يضعف.
(٢) سورة النور: ٢٦.
(٣) في ذلك يروي مسلم في صحيحه: كتاب الزكاة: باب قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها ٢/ ٧٠٢ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما تصدق أحد بصدقة من كليب، ولا يقبل الله إلا الطيب، إلا أخذها الرحمن بيمينه وإن كانت تمرة، فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل، كما يربي أحدكم فَلُوَّه أو فصيله" ورواه أحمد في مسنده ٢/ ٤٣١ بنحوه وفيه: "ولا يصعد إلى السماء إلا طيب". وهو عند البخاري برقمي ١٤١٠، ١٤٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>