للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أسألك (١) عن كلمة قد أمرضَتْني، وأسْقَمتني، وأحزنتني (٢) فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: سلني (٣) عما (٤) شئت: قال: أخبرني بعمل يدخلني الجنة لا أسألك غيره (٥).

وهذا يدل على شدة اهتمام معاذ رضي الله عنه بالأعمال الصالحة.

وفيه دليل على أن الأعمال سبب لدخول الجنة كما قال تعالى: {وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (٦).

* * *

[كيف؟ ولن يَدْخُلَ أَحَدٌ الجنةَ بعمله؟]:

• وأما قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله".

فالمراد - والله أعلم - أن العمل بنفسه لا يستحق به أحد الجنة، لولا أن الله عز وجل جعله بفضله ورحمته سببًا لذلك، والعملُ نفسُه من رحمة الله وفضله على عبده؟ فالجنة وأسبابها كلٌّ من فضل الله ورحمته.

* * *

[[لقد سألت عن عظيم]]

• وقوله: "لقد سألتَ عن عَظيم" قد سبق في شرح الحديث المشار إليه (٧) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لرجل سأله عن مثل هذا: "لئن كنتَ أوجزتَ المسألة لقد أعْظَمْتَ وأطْولتَ" وذلك لأن دخول الجنة، والنجاةَ من النار أمرٌ عظيمٌ جدًّا؛ ولأجله أنزال الله الكتب، وأرسل الرسل.

• وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لرجل: "كيف تقولُ إذا صليتَ؟ " قال: أسألُ الله الجنة، وأعوذُ به من النار، ولا أحْسِنُ دَنْدَنَتَك، ولا دَنْدَنَةَ "مُعاذٍ".

يشير إلى كثرة دعائهما، واجتهادهما في المسألة.

• فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "حولَهُمَا نُدَنْدِن" (٨).


(١) في المسند: ايذن لي أسألك.
(٢) م: "وأحرقتني".
(٣) م: "قال سمل" وهو تحريف.
(٤) في المسند: "عم".
(٥) راجع المسند ٥/ ٢٤٥ (الحلبي).
(٦) سورة الزخرف: ٧٢.
(٧) الثاني والعشرين ص ٦١٨.
(٨) أخرجه أحمد في المسند ٣/ ٤٧٤ من حديث الأعمش. عن أبي صالح، عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - =

<<  <  ج: ص:  >  >>