للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وتارة باسم من الأسماء الدالة على العظمة والجلال كقوله: "سبحان الله العظيم".

فإن كان حديث أبي مالك يدل على أن الذي يملأ ما بين السماء والأرض هو مجموع التسبيح والتكبير، فالأمر ظاهر.

وإن كان المراد أن كُلًّا منهما يملأ ذلك، فإن الميزان أَوْسَع (١) مما بين السماء والأرض، فما يملأ الميزان فهو أكثر (٢) مما يملأ ما بين السماء والأرض.

ويدل عليه أنه صح عن سلمان رضي الله عنه أنه قال: يوضع الميزان يوم القيامة، فلو وُزن فيه السماوات والأرض لوَسِعَتْ (٣) فتقول الملائكة: " ياربّ! لمن تَزِنَ هذا". فيقول الله تعالى: "لمن شئتُ من خلقي"، فتقول الملائكة: "سبحانك! ما عبدناك حقَّ عبادتك؟! ".

وخزجه الحاكم مرفوعًا وصححه (٤).

ولكن الموقوف هو المشهور.

[[التكبير]]

• وأما التكبير ففي حديث أبي هريرة والرجل من بني سليم أنه - وحده - يملأ ما بين السماء (٥) والأرض.

وفي حديث علي: أن التكبير مع التهليل يملأ السماوات (٦) والأرض وما بينهنّ.

* * *

[[التهليل وحده]]

وأما التهليل وحده؛ فإنه يصل إلى الله من غير حجاب بينه وبينه.

• وخرج الترمذي (٧) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:


(١) م: "واسع".
(٢) ط: "فهو أكبر".
(٣) م: "لوسعهما".
(٤) أخرجه الحاكم في المستدرك ٤/ ٥٨٦ وتمامه فيه بعد هذا: "ويوضع الصراط مثل حد الموسي، فتقول الملائكة: من تجيز على هذا؟: فيقول: من شئت من خلقي، فيقولون: سبحانك! ما عبدناك حق عبادتك". وقد صححه على شرط سلم وأقره الذهبي.
(٥) م: "يملأ السموات والأرض وما بينهما" وما أثبتناه عن ا موافق لما مضى من رواية الرجل من بني سليم ص ٦٣٠، ٦٣٨، ٦٤١.
(٦) م: "السماء، وما أثبتناه من "ا" موافق لرواية عليّ السابقة، ب: "يملأ السموات" والحديث ص ٦٣٨.
(٧) في كتاب الدعوات: باب دعاء أم سلمة ٥/ ٥٧٥ وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>