للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[لن يغلب عسر يسرين]]

* وخرج البزار في مسنده وابن أبي حاتم، واللفظ له، من حديث أَنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: لو جاء العسر فدخل هذا الجُحْرَ لجاءَ اليسر حتى يدخل عليه فيُخْرِجَه، فأنزل الله عز وجل: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (٥) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} (١).

* وروى ابن جرير وغيره من حديث الحسن مرسلا نحوه.

وفي حديثه فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لن يغلبَ عُسرٌ يُسرَين".

* وروى ابن أبي الدنيا لإِسناده عن ابن مسعود قال: لو أَن العسر دخل في جُحْر لجاءَ اليسر حتى يدخل معه. ثم قال: قال الله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (٥) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}.

وبإِسناده أَن أَبا عبيدة حُصر فكتب إِليه عمر رضي الله عنهما يقول: مهما ينزل بامرئ شدةٌ يجعل الله بعدها فرجا، وإِنه لن يغلب عسر يسرين، وإِنه سبحانه يقول: {اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (٢).

[[من أسرار اقتران الفرج بالكرب]]

ومن لطائف أَسرار اقتران الفرج بالكرب، واليسر بالعسر: أَن الكرب إِذا اشتدّ وعظم وتناهى - حصل للعبد الإياسُ من كشفه من جهة المخلوقين وتعلق قلبه بالله وحده. وهذا هو حقيقة التوكل على الله، وهو من أَعظم الأسباب التي تطلب بها الحوائج. فإِن الله عز وجل يكفي من تو كل عليه، كما قال تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} (٣).


(١) أخرجه ابن كثير في التفسير ٤ - ٥٢٥ عن ابن أبي حاتم، والبزار وذكر قول البزار: لا نعلم رواه عن أنس إلا عائذ بن شريح ثم قال ابن كثير: وقد قال في أبو حاتم الرازي: في أحاديثه ضعف ولكن رواه شعبة عن معاوية بن قرة، عن رجل، عن عبد الله بن مسعود موقوفًا، ثم ذكر روايته عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من رواية الحسن وغيره مرسلا وأن العسر لما كان معرفة في الموضعين فهو واحد أما اليسر فلما جاء نكرة في الموضعين فقد تعدد وأورده الهيثمي في المجمع ٧/ ١٣٩ عن الطبراني في الأوسط والبزار من حديث أنس بنحوه قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالسا فنظر إلى جحر بحيال وجهه، فقال: لو كانت العسرة تجيء حتى تدخل هذا الجحر لجاءت اليسرة … الحديث ثم قال الهيثمي: وفيه عائد بن شريح وهو ضعيف.
(٢) الآية من سورة آل عمران: ٢٠٠ والخبر أورده ابن كثير في التفسير ١/ ٤٤٧ عن ابن جرير إلا أن فيه أن أبا عبيدة كتب إلى عمر بن الخطاب يذكر له جموعا من الروم وما يتخوف؟
(٣) سورة الطلاق: ٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>