للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[من الآثار في علاج الغضب]]

* وما أَحسن قولَ موَرِّق العجلي رحمه الله: "ما امتلأتُ غَيظًا قط، ولا تكلمتُ في غضبٍ قطُّ بما أَندمُ عليه إِذا رضيتُ".

وغضب يومًا عمر بن عبد العزيز فقال له ابنه عبد اللك، رحمهما الله: "أنت يا أمير المؤمنين! مع ما أعطاك الله وفضَّلك به تغضب هذا الغضب؟ " فقال له: أَو ما تخضب يا عبد الملك؟ فقال عبد اللك: "وما يُغنْي عنِّي سَعَة جَوْفى إذا لم أرَدّد فيه الغضب حتى لا يظهر؟! ".

فهؤلاءِ قوم ملكوا أَنفسهم عند الغضب. رضي الله عنهم.

* وخرج الإمام أَحمد وأَبو داود منِ حديث عروة بن محمد السعدي أَنه كلَّمه رجل فأَغضبه، فقام فتوضأَ، ثم قال: حدثني أبي، عن جدي عطية، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

"إن الغضب من الشيطان، وإن الشَّيْطَانَ خُلِق من النار، وإِنما تُطْفأُ النار بالماء، فإِذا غَضِب أَحدكم فليتوضأْ" (١).

* وروى أَبو نعيم بإسناده عن أَبي مسلم الخولاني أَنه كلَّم معاوية بشيء وهو على المنبر فغضب ثم نزل فاغتسل ثم عاد إلى المنبر وقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:

"إن الغضَب من الشيطانِ والشيطان من النار، والماءُ يطفئُ النار، فإِذا غضبَ أَحدُكم فَلْيغتسلْ (٢) ".

* وفي الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليس الشديد بالصُّرعَة إِنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب" (٣).


(١) أخرجه أبو داود في كتاب الأدب: باب ما يقال عند الغضب ٥/ ١٤١ وأحمد في المسند ٤/ ٢٢٦ الحلبي وقال المناوي في التيسير ١/ ٢٩٧ "وسكت عليه أبو داود فهو صالح" أقول: يعني صالح للاعتبار على ما رجحه الأثبات؛ لكن سكت عنه المنذري أيضًا، فهو حسن وانظر عون المعبود ١٣/ ٩٨.
(٢) انظر أيضًا الضعيفة ٢/ ٥١ ح ٥٨٢ في هذه والتي قبلها، والحلية ٢/ ١٣٠.
(٣) البخاري في كتاب الأدب: باب الحذر من الغضب ١٠/ ٥١٨، ومسلم في كتاب البر والصلة والآداب: باب فضل من يملك نفسه عند الغضب ٤/ ٢٠١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>