للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مؤمن؟ " فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أو مسلم؟ ".

يشير إلى أنه لم يُحَقِّقْ مقام الإيمان وإنما هو في مقام الإسلام الظاهر.

[متى ضَعُفَ الإيمانُ ضَعُفَ العَمَلُ]:

ولا ريب أنه متى ضعف الإيمان الباطن لزم منه ضعف أعمال الجوارح الظاهرة أيضًا.

لكن اسم الإيمان يُنفى عمن ترك شيئًا من واجباته كما في قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يَزْني الزَّاني حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ" (١).

[[بم يوصف المؤمن حينئذ]]

• وقد اختلف أهل السنة هل يسمى مؤمنًا ناقص الإيمان، أو يقال ليس بمؤمن لكنه مسلم؟ على قولين. وهما روايتان عن أحمد.

وأما اسم الإسلام فلا ينتفي بانتفاء بعض واجباته أو انتهاك بعض محرماته وإنما ينتفى (٢) بالإتيان بما ينافيه بالكلية.

ولا يعرف في شيء من السنة الصحيحة نفي الإسلام عمن ترك شيئًا من واجباته كما ينفى الإيمان عمن ترك شيئًا من واجباته، وإن كان قد ورد إطلاق الكفر على فعل بعض المحرمات، وإطلاق النفاق أيضًا.

• واختلف العلماء (٣): هل يُسمَّى مرتكبُ الكبائر كافرا كفرًا أَصْغَرَ أو منافقًا النفاق الأصغر؟ ولا أعلم أن أحدًا منهم أجاز إطلاق نفي اسم الإسلام عنه؛ إلا أنه روي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "ما تارك الزكاة بمسلم".

ويحتمل أنه كان يراه كافرا بذلك خارجًا عن (٤) الإسلام.

وكذلك روى عن عمر رضي الله عنه فيمن تمكن من الحج ولم يحج أنهم ليسوا بمسلمين.

والظاهر أنه كان يعتقد كفرهم، ولهذا أراد أن يضرب عليهما الجزية. يقول: لم


= مسلم" الحديث.
راجع صحيح البخاري - كتاب الإيمان: باب إذا لم لكن الإملام على الحقيقة إلخ ١/ ٧٩ وصحيح مسلم.
كتاب الإيمان: باب تألف قلب من يخاف عليه إيمانه لضعفه ١/ ١٣٢ - ١٣٣ وفي سنن النسائي ٢٦٧/ ٢: "أعطيت فلانًا وفلانًا ولم تعط فلانًا شيئًا وهو مؤمن".
(١) تقدم تخريجه ص ١٠٨.
(٢) ا: "ينفى".
(٣) م: "وقد اختلف".
(٤) ب: "من".

<<  <  ج: ص:  >  >>