للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} (١) وقوله تعالى: {فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} (٢).

* * *

[[من المأثور في هذا]]

* وقال عمر لأَشياخ من بني عبس: "بم قاتلتم الناس؟ قالوا: بالصبر، لم نلق قوما إِلا صبرنا لهم، كما صبروا لنا".

* وقال بعض السلف: "كلنا نكره الموت، وأَلَم الجراح، ولكن نتفاضل بالصبر".

* وقال البطال: "الشجاعة: صبر ساعة".

* * *

[[من هو المجاهد]]

* وهذا في جهاد العدُوِّ الظاهر، وهو جهاد الكفار، وكذلك جهاد العدُوِّ الباطن وهو جهاد النفس والهوى، فإِن جهادهما من أَعظم الجهاد كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:

"المجاهد من جاهد نفسه في الله" (٣).

* وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما لمن سأله عن الجهاد: "ابدأ بنفسك


(١) سورة البقرة: ٢٤٩.
(٢) سورة الأنفال: ٦٦.
(٣) رواه أحمد في المسند ٦/ ٢٠، ٢١، ٢٢ (الحلبي) من طريق إسحاق بن إبراهيم، عن ابن المبارك، عن حيوة بن شريح، عن أبي هانئ الخولاني عن عمرو بن مالك، عن فضالة بن عبيد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ليث المجاهد من جاهد نفسه أو قال: في الله عز وجل ومن طريق علي بن إسحاق، عن عبد الله بن المبارك، عن ليث عن أبي هانئ - به - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في حجة الوداع:
"ألا أخبركم بالمؤمن؟ من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم، والمسلم؟ من سلم الناس من لسانه ويده، والمجاهد؟ من جاهد نفسه في طاعة الله، والمهاجر؟ من هجر الخطايا والذنوب".
ومن طريق قتيبة بن سعيد، عن رشدين بن سعد، عن حميد أبي هانئ به - بنحوه بتقديم وتأخير وفي أوله: ألا أخبركم من المسلم؟
وأخرجه الترمذي في كتاب فضائل الجهاد: باب ما جاء في فضل من مات مرابطا ٤/ ١٦٤ ح ١٦٢١ من طريق أحمد بن محمد عن عبد الله بن المبارك به - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "المجاهد من جاهد نفسه". وعقب عليه بقوله: حديث فضالة حديث حسن صحيح وفي ر: "في الله تعالى".

<<  <  ج: ص:  >  >>