وليس فيه: "وهو أفضل الجيران حقًّا" وهي عند ابن كثير، فالظاهر أنها سقطت من نسخة الكشف. وقد عقب البزار بقوله: لا نعلمه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا بهذا الإسناد. والحديث أورده الهيثمي في المجمع ٨/ ١٦٤ وقال: رواه البزار عن شيخه عبد الله بن محمد الحارثي وهو وضاع. أما ابن كثير فقد أورده في التفسير ١/ ٤٩٥ ثم قال: قال البزار: لا نعلم أحدًا روى عن عبد الرحمن بن الفضل: إلا ابن أبي فديك. ولم أعثر على هذا التعقيب من البزار في الكشف، فربما كان في المسند. والحديث عزاه السيوطي في الجامع الصغير ١/ ٤٩١ - ٤٩٢. من التيسير للبزار وأبي الشيخ في الثواب، وأبي نعيم في الحلية. وذكر المناوي أن أسانيده في هذه المصادر كلها ضعيفة. واقتصر ابن حجر في الفتح ١٠/ ٤٤١ - ٤٤٢ على عزو الحديث إلى الطبراني ولا أدري كيف؟ ولم يذكر وهاءَ إسناده! وإنما رتب عليه حكمًا فيما يتعلق بالتعامل مع الجار وترتيب الجيران على أساس ما أفاد الحديث من حقوق؟ وإن ذكر أن عبد الله بن عمرو أحد رواة الحديث حمله - على العموم، فأمر لما ذبحت له شاة أن يهدي منها لجاره اليهودي؟!. (٢) ليست في م. (٣) أخرجه البخاري في كتاب الشفعة: باب أي الجوار أقرب؟ ٤/ ٤٣٨ وفي كتاب الهبة: باب بمن يبدأ الهدية؟ ٥/ ٢١٩ - ٢٢٠ وفي كتاب الأدب: باب حق الجوار في قرب الأبواب ١٠/ ٤٤٧ من الفتح. وقد أورد القرطبي هذا الحديث في تفسيره (٥/ ١٨٤) عند تفسير قوله تعالى {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ} وقال: ذهب جماعة من العلماء إلى أن هذا الحديث يفسر المراد من قوله تعالى: {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى} وأنه القريب المسكن منك، {وَالْجَارِ الْجُنُبِ} وأنه البعيد المسكن منك واحتجوا بهذا على إيجاب الشفعة للجار، وعضدوه بقوله عليه السلام: "الجار أحق بصقبه" [والصقب: الملاصقة والقرب، والمراد به الشفعة]. قال القرطبي ولا حجة في ذلك؛ فإن عائشة رضي الله عنها إنما سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عمن تبدأ به من جيرانها في الهدية، فأخبرها أن من قرب بابه فإنه أولى بها من غيره. ثم قال: قال ابن المنذر: "فدل هذا الحديث على أن الجار يقع على غير اللصيق".