للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهذه معرفة خاصة تقتضي (١) قرب العبد من ربه، ومحبته له، وِإجابته لدعائه.

[[معرفة العبد لربه نوعان]]

• فمعرفة العبد لربه نوعان: أحدهما المعرفة العامة، وهي معرفة الإقرارِ به، والتصديق والإِيمان. وهذه عامة للمؤْمنين.

• والثاني معرفة خاصة تقتضي ميلَ القلب إلى الله بالكلية، والانقطاعَ إليه، والأُنسَ به، والطمأنينة بذكره، والحياءَ منه، والهيبةَ له.

وهذه المعرفة الخاصة هي التي يدور حولها العارفون، كما قال بعضهم: "مساكين أَهلُ الدنيا خرجوا منها ما وما ذاقوا فيها". قيل له: وما هو؟ قال: "معرفة الله عز وجل!؟ ".

• وقال أَحمد بن عاصم، الأَنطاكي: "أحب أَن لا أَموت حتى أعرف مولاي، وليس معرفته الإقرارَ به، ولكن المعرفة التي إِذا عرفته استحييتَ منه! ".

[[معرفة الله لعبده نوعان]]

ومعرفة الله [أيضًا] لعبده نوعان:

• معرفة عامة، وهي علمه سبحانه وتعالى بعباده واطلاعه على ما أَسرَّوهُ وما أَعْلَنُوه كما قال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ} (٢) وقال: {هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} (٣).

• والثاني معرفة خاصة، وهي تقتضي محبتَه لعبده، وتقريبَه إِليه، وإِجابة دعائه وِإنجاءَهُ من الشدائد. وهي المشار إِليها بقوله - صلى الله عليه وسلم - فيما يحكي عن ربه عز وجل ولا يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل حتى أُحِبَّهُ فإِذا أَحْبَبْتُه كنت سمعَه الذي يسمعِ به، وِبصَرَه الذي يُبِصرُ به، ويدَه التي يَبْطشُ بها، ورجْلَه التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينَّه ولئن استعاذني لأُعِيذَنَّه (٤).


(١) ب: " فصار بينه وبين ربه معرفة خاصة تقتضي … ".
(٢) سورة ق: ١٦.
(٣) سورة النجم: ٣٢.
(٤) أخرجه البخاري في كتاب الرقاق: باب التواضع ١١/ ٢٩٣ من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن الله تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما زال عبدي يتقرب إلي … الحديث. وفي ب: " ورجله التي يمشي عليها … " وفي ر: " فلئن سألني " وهو الحديث (٣٨) من الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>