للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تحتي" (١).

ومن حفظ الله في صباه وقوّته حفظه الله في حال كِبَرِه، وضعْف قوّته، ومتَّعه بسمعه، وبصره، وحوله، وقوته، وعقله.

* * *

[[حفظ العبد جوارحه في صغره]]

• وكان بعض العلماء قد جاوز المائة سنة وهو ممتَّع بقوته وعقله، فوثب يوما وثبة شديدة، فعوتب في ذلك فقال: هذه جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغر، فحفظها الله علينا في الكبر.

[[وعكسه]]

• وعكس هذا: أَن بعض السلف رأى شيخًا يسأل الناس فقال: "إن هذا ضيَّع الله في صغره، فضيَّعه الله في كبره".

[حفظ الله العبد في ذرِّيَّتِهِ]:

وقد يحفظ الله العبد بصلاحه بعد موته في ذريته كما قيل في قوله تعالى: {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا} (٢) الآية: إِنهما حفظا بصلاح أبيهما.

[[من أقوال السلف في ذلك]]

• قال سعيد بن المسيب لابنه: "لأَزيدنّ في صلاتي من أَجلك رجاء أَن أُحفظ فيك، ثم تلا هذه الآية: {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا} (٣).


(١) أخرجه أحمد في المسند ٨/ ١٤ - ١٥ (المعارف) بإسناد صحيح كما ذكر محققه.
وأبو داود في كتاب الأدب: باب ما يقول إذا أصبح ٥/ ٣١٥ - ح ٥٠٧٤.
والنسائي في كتاب الاستعاذة: باب الاستعاذة من الخسف ٨/ ٢٨٢ ح ٥٥٢٩ شطره الأَخير: أن ابن عمر قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: اللهم إني أعوذ بعظمتك أن أُغتال من تحتي".
قال جبير: وهو الخسف، قال عبادة: فلا أدري قول النبي - صلى الله عليه وسلم - أو قول جبير.
ورواه عقبه ح ٥٥٣٠ من حديث جبير عن ابن عمر قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: اللهم! فذكر الدعاء وقال في آخره: أعوذ بك أن أغتال من تحتي، يعني بذلك الخسف.
(٢) سورة الكهف: ٨٢.
(٣) قال ابن كثير في التفسير (٣/ ٩٩) تعليقا على الآية الكريمة: فيه دليل على أن الرجل الصالح يحفظ في ذريته، وتشمل بركة عبادته لهم في الدنيا والآخرة بشفاعته فيهم، ورفع درجتهم إلى أعلى درجة في الجنة لتقر عينه بهم كما جاء في القرآن والسنة، قال سعيد بن جبير عن ابن عباس: حفظا بصلاح أبيهما ولم يذكر=

<<  <  ج: ص:  >  >>