للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• وقد روي عن بعض السلف أنه قال: "أدركتُ قومًا لم يكن لهم عُيوبٌ فذكروا عيوبَ الناسِ، فذكر الناس لهم عُيُوبًا وأدركتُ أقوامًا كانت لهم عيوبٌ فكفّوا عن عيوب الناس فَنُسِيَتْ عيوبُهم".

أو كما قال.

• وشاهد هذا الحديث حديث أبي بَرْزة، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان في قلبه لا تغتابُوا المسلمين ولا تَتَّبِعُوا عوراتهم فإِنه من اتّبع عوراتهم تَتَبَّع الله عورَته، ومن تَتَبَّع الله عورتَهُ يَفْضَحْه في بَيْتِهِ".

خَرَّجَهُ الإمامُ أَحمدُ وأبو داود (١).

• وخرج الترمذي معناه من حديث ابن عمر (٢).

[[الناس في المعاصي قسمان]]

• واعلم أن الناس على ضربين.

[[الأول: المستور]]

• أحدهما: من كان مستورًا لا يُعْرَفُ بشيء من المعاصي، فإذا وقعت منه هفوة أو


(١) أخرجه أحمد في المسند ٤/ ٤٢١، ٤٢٤ (الحلبي) وأبو داود في السنن: ٣٥ - كتاب الأدب ٤٠ - باب الغيبة ٥/ ١٩٤ - ١٩٥ ح ٤٨٨٠ كلاهما من رواية الأعمش عن سعيد بن عبد الله بن جريج عن أبي برزة.
قال المنذري: سعيد بن عبد الله بن جريج هو مولى أبي برزة، بصري قال عنه أبو حاتم الرازي هو مجهول وقال ابن معين: ما سمعت أحدًا روى عنه إلا الأعمش من رواية أبي بكر بن عياش. (هامش السنن) لكن أورده الشيخ ناصر الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته ٢/ ١٣٢٢ - ١٣٢٣ ح ٨٤ وصرح بصحته وزاد نسبته إلى أصحاب السنن الأربعة من حديث البراء بن عازب - رضي الله عنه -.
(٢) أخرجه الترمذي في: ٢٨ - كتاب البر والصلة: ٨٥ - باب ما جاء في تعظيم المؤمن ٤/ ٣٧٨ ح ٢٠٣٢ من رواية الحسين بن واقده عن أوفى بن دلهم، عن نافع، عن ابن عمر قال: صعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المنبر فنادى بصوت رفيع فقال: "يا معشر من قد أسلم بلسانه؛ ولم يفض الإيمان إلى قلبه! لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله".
قال: ونظر ابن عمر يومًا إلى البيت أو إلى الكعبة فقال: "ما أعظمك وأعظم حرمتك! والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الحسين بن واقد.
وروي إسحاق بن إبراهيم السمرقندي عن حسين بن واقد نحوه.
وروي عن أبي برزة الأسلمي عند النبي - صلى الله عليه وسلم - نحو هذا اهـ. وهو إيماء منه إلى أن حديث ابن عمر شاهد لحديث أبي برزة.

<<  <  ج: ص:  >  >>