للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان الإمام أحمد يُنْشِد:

إِذا ما خلوتَ الدهر يوما فلا تقُلْ … خلوتُ ولكن قل عَليّ رقيبُ

ولا تحسَبنّ الله يغفلُ ساعةً … ولا أَن ما يَخْفَى عليه يغيبُ

وكان ابن السماك يُنْشِد:

يا مُدْمِنَ الذَّنب أَما تستحي … والله في الخلوة ثَانِيكَا؟!

غرَّكَ من ربك إِمهالهُ … وسَتْرُه طولَ مساويكَا؟!

[[مقصود الوصية النبوية]]

والمقصود أَن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما وصى معاذا بتقوى الله سرًّا وعلانية، أرشده إِلى ما يعينه على ذلك، وهو أَن يستحيي من الله كما يستحيي من رجل ذي هيبة من قومه.

• ومعنى ذلك: أَن يستشعر دائمًا بقلبه قُربَ الله منه، واطلاعه عليه؛ فيستحي من نظره إليه.

[[امتثال معاذ]]

• وقد امتثل معاذ ما وصاه به النبي - صلى الله عليه وسلم -.

• وكان عمر قد بعثه على عمل فقدم وليس معه شيء، فعاتبته امرأته فقال: كان معي ضاغط، يعني من يضَيّقُ عليّ، ويمنعني من أَخذ شيء.

• وإنما أَراد معاذ ربَّه عز وجل، فظنت امرأته أَن عمر بعث معه رقيبًا فقامت تشكوه إِلى الناس.

* * *

[الترقي بذلك إِلى التقوى]:

• ومن صار له هذا المقام حالا دائمًا أَو غالبا (١) فهو من المحسنين الذين يعبدون الله كأَنهم يرونه، ومن المحسنين الذين يجتنبون كبائرَ الإثم والفواحشَ إلا اللَّمَمَ (٢).

* * *


(١) ب: " المقام دائمًا غالبًا ".
(٢) اللمم: صغائر الذنوب.

<<  <  ج: ص:  >  >>