للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والترمذي (١).

* وأَما مغفرة الذنوب ببعض الأَعمال مع توفير أَجرها وثوابها، ففد دلت عليه الأحاديث الصحيحة في الذكر.

وقد قيل: إِن تلك السيئات تكتب حسنات أَيضًا، كما في حديث أَبي مالك الأشعري الذي سبق ذكره (٢).

وذكرنا أيضًا عن بعض السلف أَنه يُمحى بإزاء السيئة الواحدة ضعفٌ واحد من أضعاف ثواب الحسنة وتبقى له تسع حسنات.

* والظاهر أَن هذا مختص بالصغائر، وأَما في الآخرة فيُوازَن بنِن الحسنات والسيئات ويُقَصُّ بعضها من بعض، فمن رجحت حسناته على سيئاته فقد نجا، ودخل الجنة. وسواء في هذا الصغائر والكبائر.

وهكذا من كانت له حسنات وعليه مظالم فاستوفى المظلومون حقوقهم من حسناته وبقى له حسنة دخل بها الجنة.

* قال ابن مسعود رضي الله عنه: "إِن كان وليا لله ففضل له مثقال ذرة ضاعفها الله حتى يدخل الجنة، وإن كان شقيا قال الملَك: رب! فنيت حسناته وبقى له طالبون كثير. قال: خذوا من سيئاتهم فَأضيفوها إِلى سيئاته صُكُّوا له صكًّا إِلى النار.

خرّجه ابن أَبي حاتم وغيره (٣).

[[التفضيل بمثقال الذرة كيف يتم].]

والمراد أَن تفضيل مثقال ذرة من الحسنات إِنما هو بفضل الله عز وجل لمضاعفته


(١) أخرجه الترمذي في كتاب الجهاد: باب ما جاء في فضل الشهداء عند الله ٤/ ١٧٧ - ١٧٨ عن حديث فضالة ابن عبيد قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول. الشهداء أربعة: رجل مؤمن جيد الإيمان لقى العدو فصدق الله حتى قتل فذلك الذي يرفع الناس إليه أعينهم يوم القيامة هكذا - ورفع رأسه حتى وقعت قلنسوته.
قال: فما أدري أقلنسوة عمر أراد أم قلنسوة النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال: ورجل مؤمن جيد الإيمان لقى العدو، فكأنما ضرب جلده بشوك طلح من الجبن أتاه سهم غرب فقتله، فهو في الدرجة الثانية. ورجل مؤمن خلط عملًا صالحًا وآخر سيئًا لقى العدو فصدق الله حتى قتل، فذلك في الدرجة الثالثة.
ورجل مؤمن أسرف على نفسه، لقى الله فصدق الله حتى قتل فذلك في الدرجة الرابعة. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب. وهو عند أحمد في المسند ١/ ٢٣.
(٢) انظر في هذا ما مضى ص ٥٠١ وراجع في حديث أبي مالك أيضا: الدر المنثور (٥/ ٨٠).
(٣) أورده ابن كثير في التفسير ١/ ٤٧١ عن ابن أبي حاتم بسياقه تاما.

<<  <  ج: ص:  >  >>