للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[والحمية رأس الدواء]]

• وقال الحارث بن كَلَدَة طبيب العرب: "الحِمْيَةُ رأسُ الدواء، والبِطْنَةُ رأس الداء".

ورفعه بعضهم ولا يصح أيضًا (١).

• وقال الحارث أيضًا: "الذي قتل البَرِية، وأهلك السِّبَاعَ في البرِّية، إدخال الطعام على الطعام، قبل الانهضام".

وقال غيره: "لو قيل لأهل القبور: ما كان سبب آجالكم؛ لقالوا: التخم".

فهذا بعض منافع تقليل الغذاء، وترك التملي من الطعام بالنسبة إلى صلاح البدن وصحته.

[[صلاح القلب في قلة الغذاء]]

• وأما منافعه بالنسبة إلى القلب وصلاحه؛ فإن قلة الغذاء تُوجب رِقَّةَ القلب، وقوة الفهم، وانكسارَ النفس، وضعفَ الهوى والغضب.

وكثرةُ الغذاء توجب ضدَّ ذلك.

[[من المأثور في ذلك]]

• قال الحسن: يا ابن آدم! كُلْ في ثلث بطنك، واشرب في ثلثه، ودعْ ثُلُث بطنك يتنفس؛ لتتفَكّر (٢).

* * *


= وقال الدارقطني - كغيره -: الأشبه بالصواب؛ أنه من قول الحسن البصري.
وحكاه في الفائق من كلام ابن مسعود.
أما عن تفسير الكلمة؛ فقد نقل العجلوني، عن الدارقطني شرحها وضبطها فقال: قال الدارقطني: "المحدثون يروونه بسكون الراء؛ ولذلك ضم إليه بعضهم: "والحر".
والصواب فتحها بمعنى التخمة؛ لأنها تبرد حرارة الشهوة؛ أو لأنها ثقيلة على المعدة، بطيئة الذهاب، من برد إذا ثبت وسكن".
وهكذا خطَّأ العسكري في التصحيفات: (١/ ١٥٥) القول بسكون الراء وصوَّب فتحها بمعنى التخمة وقال: "هكذا سمعته من أبي بكر بن دريد وغيره"، ورواه الأعمش عن خيثمة، عن عبد الله؛ أنه قال: "أصل كل داء البَرَدَة".
ثم قال: قال الأعمش: "سألت أعرابيًّا من كَلْب عن البَردة؟! فقال: هي التخمة، وسميت التخمة بردة؛ لأنها تبرد حرارة الجوف … إلخ.
(١) وراجع كشف الخفاء ٢/ ٢١٤ ح ٢٣٢٠. والمقاصد ٣٨٨ ومختصر المقاصد ٢٠٦ ح ٩٥٢ والتمييز ٢٤٥ ح ١٢٧٦ والدرر المنتثرة ٣٧٢ ح ٣٧٠ والكشف الإلهي ٢/ ٧٣٤ ح ١٠٦٦/ ٢٩٧ والتذكرة للزركشي ١٤٥ وهوامشها.
(٢) م: "ويفكر".

<<  <  ج: ص:  >  >>