وأخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها: باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإجابة فيه ١/ ٥٢١ - ٥٢٣ من طريق يحيى بن يحيى عن مالك - به - بمثل رواية البخاري الأولى. ومن حديث سهيل عن أبي صالح، عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ينزل الله إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الليل الأول، فيقول: أنا الملك أنا الملك من ذا الذي يدعوني فأستجيب … فلا يزالُ كذلك حتى يضيء الفجر". ومن حديث يحيى، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه، ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيقول: هل من سائل يعطى؟ هل من داع يستجاب له؟ هل من مستغفر يغفر له؛ حتى ينفجر الصبح. ومن طريق سعد بن سعيد، عن ابن مرجانة، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ينزل الله في السماء الدنيا لشطر الليل أو لثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ أو يسألني فأعطيه ثم يقول: من يقرض غير عديم ولا ظلوم! ". ومن وجه آخر عن سعد بن سعيد بهذا الإسناد، وزاد: "ثم يبسط يديه تبارك وتعالى يقول: من يقرض غير عدوم ولا ظلوم!؟ ". ومن حديث أبي سعيد وأبي هريرة قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله يمهل حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول نزل إلى السماء الدنيا فيقول: هل من مستغفر؟ هل من تائب؟ هل من سائل؟ هل من داع؟ حتى ينفجر الفجر". وهأنتذا ترى بعد هذا العرض لروايات البخاري ومسلم أنه ليس فيها نص ما أورده ابن رجب منسوبا إليهما إلا أن يريد أن فيهما معنى هذا اللفظ الذي أورده وهذا ما أستبعده؛ إذ لا حاجة له إلى هذا وهو الحافظ الحجة. إن الرواية التي أوردها ملفقة الألفاظ من الرواية الأولى عند مسلم والبخاري وهي التي اتفقا على إيرادها ومن الرواية الثالثة لمسلم. وليس لها وجود بنصها هذا لا في البخاري ولا في مسلم، فهل كان يملي من الذاكرة؟ في هذه الرواية؟ أم كان يملي من الحافظة وكتب الناسخ باقي كل جملة من الذاكرة؟. على أية حال فنحن لا نستطيع أن نأخذ من قوله: وثبت في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .. الحديث أن هذا الذي أورده قد ثبت بنصه وإنما الذي نقوله مستيقنين: نعم ثبت هذا لكن بمعناه لا بلفظه. وهو أمر غير مقبول من حافظ كابن رجب، نأخذ عنه الدقة والضبط في النقل وذاكرته يقظى، وعلمه غزير، ومكتبته حافلة؟!. (١) ر: إن السؤال "لله عز وجل".