للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد بايع النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - جماعةٌ من أَصحابه على أَن لا يسأَلوا الناس شيئًا، منهم: أَبو بكر الصديق، وأبو ذر، وثَوْبَانُ: وكان أَحدهم يسقط سوطه أَو خطام ناقته فلا يسأل أَحدا أَن يناوله إِياه.

• وخرَّج ابن أَبي الدنيا من حديث أَبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود أَن رجلا جاءَ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إِن بني فلان أَغاروا عليّ فذهبوا بابني وإِبلي؟ فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن آل محمد كذا وكذا أَهل بيت مالهم مدٌّ من طعام أَو صاع فاسأَل الله عز وجل فرجع إِلى امرأته فقالت: ما قال لك؟ فأخبرها، فقالت: نِعْمَ مَا رَدَّ عليك!؟. فما لبث أَن رد الله عليه ابنه وإِبله أَوفر ما كانت، فأَتى النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فأَخبره، فصعد المنبر، فحمد الله وأَثنى عليه، وأَمر الناس بمسألة الله عز وجل، والرغبة إِليه، وقرأَ {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} (١).

وقد ثبت في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أَن الله عز وجل يقول: "هل من داع فأَستجيبَ له؟ هل من سائلٍ فأعطيَه سُؤْلَهُ؟ هل من مستغفر فأَغِفرَ له؟ " (٢).


(١) سورة الطلاق: ٢، ٣ وقد أورد ابن كثير في التفسير ٤/ ٣٨٠ سياقا آخر في شأن نزول الآية الكريمة عن ابن أبي حاتم، ومحمد بن إسحاق أن مالكا الأشجعي جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له: أسر ابني عوف، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أرسل إليه أن رسول الله يأمرك أن تكثر من قول "لا حول ولا قوة إلا بالله" وكانوا قد شدوه بالقد، فسقط القد عنه، فخرج، فإذا هو بناقة لهم، فركبها، وأقبل، فإذا بسرح القوم الذين كانوا قد شدوه، فصاح بهم فأتبع أولها آخرها، فلم يفجأ أبويه إلا ينادي بالباب، فقال أبوه: عوف ورب الكعبة، فقالت أمه: واسوأتاه! وعوف كيف يقدم؟ لما هو فيه من القد، فاستبقا الباب والخادم، فإذا هو عوف قد ملأ الفناء إبلا فقص على أبيه أمره وأمر الإبل، فقال أبوه: قفا حتى آتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسأله عنها، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره بخبر عوف، وخبر الإبل، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اصنع بها ما أحببت وما كنت صانعا بما لك ونزل {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} والحديث أورده البيهقي في الدلائل ٦/ ١٠٦، ١٠٧ عن ابن أبي الدنيا، وعن الحاكم.
(٢) أخرج البخاري هذا الحديث في ثلاثة مواطن من صحيحه: الأول في كتاب التهجد: باب الدعاء والصلاة من آخر الليل ١/ ٢٩ من رواية عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة وأبي عبد الله الأغرّ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ ".
والثاني في كتاب الدعوات: باب الدعاء نصف الليل ١١/ ١٢٨ - ١٢٨ - ١٢٩ من رواية عبد العزيز بن عبد الله عن مالك - به - بنحوه، وفيه: "إلى سماء الدنيا".
والثالث في كتاب التوحيد: باب قول الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} ١٣/ ٤٦٤ عن إسماعيل بن=

<<  <  ج: ص:  >  >>