للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اللهم العنه. يقول: لو عُجل له ذلك لأَهلك من دعا عليه فأَماته (١).

فهذا يدل على أنه يُستجاب جميع ما يدعو به الغضبان على نفسه، أهله وماله. والحديث دل على أَنه قد يستجاب لمصادفته ساعة إِجابة.

[[ما روي مما يخالف ذلك]]

وأَما ما روي عن الفُضَيْل بن عياض قال: "ثلاثة لا يُلامون على غضب: الصائم والمريض والمسافر".

* وعن الأحنف بن قيس قال: "يُوحِي الله إلى الحافِظَيْن اللذَيْن مع ابن آدم: لا تكتبا على عبدي في ضَجَره شيئًا".

وعن أَبي عمران الجوني قال: "إِن المريض إِذا جزع فأَذنب قال الملَك الذي على اليمين للملَك الذي على الشمال: لا تكتب (٢) ".

[[لا أصل له]]

خرجه ابن أَبي الدنيا - فهذا كله لا يعرف له أصل صحيح من الشرع يدل عليه، والأَحاديث التي ذكرناها من قبل تدل على خلافه.

[[معنى: إذا غضبت فاسكت]]

* وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا غَضبتَ فاسكت" يدل على أَن الغضبان مكلف في حال غضبه بالسكوت؛ فيكون حينئذ مؤاخَذًا بالكلام.

[[الغضبان مكلف]]

* وقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه أَمر من غضب أَن يتلافى غضبه بما يسكنه من أَقوال وأَفعال (٣).


(١) راجع قول مجاهد في تفسير الطبري ١٥/ ٣٤/ ٣٥ (المعارف) وقد أورده من وجوه، وفيه: "لأهلك من دعا عليه ولأماته". وتفسير ابن كثير ٣/ ٤٠٨/ ٤٠٩ وعنده: "فلو يعجل لهم الاستجابة في ذلك كما يستجاب لهم في الخير لأهلكهم"، قال ابن كثير: أي لو استجاب لهم كل ما دعوه به في ذلك لأهلكهم، ولكن لا ينبغي الإكثار من ذلك، كما يشير إلى ذلك حديث ساعة الإجابة وتفسير مجاهد ١/ ٢٩٢ وفيه: "قال هو قول الرجل لولده وأهله وماله إذا غضب عليهم: اللهم … لهلك".
(٢) المرض والكفارات لابن أبي الدنيا ٢٤٨ وقد نظر المحقق إلى إسناده فقال: إسناده رجاله موثقون، ونظر ابن رجب إلى مخالفة قول أبي عمران للأحاديث الآنفة فقال ما قال.
(٣) كما مضى ص ٤٠١ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>