للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وروي عنه أنه خطب بذلك في يوم عرفة وفي يوم النحر، وفي اليوم الثاني من أيام التشريق (١).

وفي رواية: ثم قال: "اسمعوا مني تعيشوا، ألا لا تظالموا، إنه لا يَحلُّ مالُ امرئ مسلم إلا عن طيب نفس منه".

• وفي الصحيحين عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إن الظلم ظلماتٌ يَوْمَ القيامَةِ" (٢).

• وفيهما عن أبي موسى، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فال: "إن الله لَيُمْلِي للظالم حتى إذا أخذه لم يُفْلِتْه ثم قرأ: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} " (٣).

• وفي صحيح البخاري، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "مَن كانت عنده مظلمة لأخيه فَلْيتَحَلَّلْ منها؛ فإنه ليس ثَمَّ دينارٌ ولا درهم مِن قَبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته، فإن لم يكن له حسناتٌ أُخِذَ من سيئات أخيه فَطُرِحَتْ عليه" (٤).

* * *

[كلكم ضال إلا من هديته … إلخ]:

• قوله: "يا عبادى! كلُّكم ضال إلا من هديْتُهُ فاسْتَهْذوني أَهْدِكُم. يا عبادي! كلُّكم جائعٌ إلا مَن أطْعَمتُهُ، فاسْتَطعِموني أْطْعِمْكم. يا عبادي! كلُّكم عارٍ إلا مَن كسوتُه فاسْتكْسُوني أَكْسُكم. يا عبادي! إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوبَ جميعًا، فاستغفروني أَغْفِرْ لكُمْ".

• هذا يقتضي أن جميع الخلق مفتقرون إلى الله تعالى في جلْب مصالحهم، ودفع مضارهم في أمور دينهم ودنياهم، وأن العباد لا يملِكُون لأنفسهم شيئًا من ذلك كله،


(١) راجع البداية والنهاية في الموضع السابق، وسنن أبي داود ٢/ ٤٨٣، ٤٨٨ - ٤٨٩.
(٢) البخاري في كتاب المظالم: باب الظلم ظلمات يوم القيامة ٥/ ٧٣.
ومسلم في كتاب البر والصلة والآداب: باب تحريم الظلم ٤/ ١٩٣٦.
(٣) الآية ١٠٧ من سورة هود.
والحديث في صحيح البخاري: كتاب التفسير: سورة هود: باب قوله {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} ٨/ ٢٨٥ ومسلم في الباب السابق ٤/ ١٩٩٧ - ١٩٩٨.
(٤) في كتاب الرقاق: باب القصاص يوم القيامة ١١/ ٣٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>