للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• وفي رواية أخرى: "وقيل له ائْتَنِف العمل" (١).

[الإسلام يَجُبُّ ما قبله]:

والمراد بالحسنات والسيئات التي كان أزلفها: ما سبق منه قبل الإسلام.

وهذا يدل على أنه يثاب بحسناته في الكفر إذا أسلم، ويمحى عنه سيآته إذا أسلم، لكن بشرط أن يحسن إسلامه، ويتقي تلك السيات في حال إسلامه.

وقد نص على ذلك الإمام أحمد رحمه الله.

• ويدل على ذلك ما في الصحيحين (٢). عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قلنا: يا رسول الله! أنؤاخذ بما عملنا في الجاهلية؟ قال: "أما مَن أحسَن منكم في الإسلام فلا يؤاخذ بها، ومن أساء أُخذ بعمله في الجاهلية والإسلام".

• وفي صحيح مسلم (٣) عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - - لما أسلم -: أريد أن أشترط. قال: "تشترط ماذا؟ " قلت: أن يُغفر لي؟ قال: "أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله؟ ".

• وخرجه الإمام أحمد، ولفظه:

"إن الإسلام يَجُبُّ ما كان قبله من الذُّنوب" (٤).


(١) أخرجه النسائي في كتاب الإيمان وشرائعه: باب حسن إسلام المرء ٨/ ١٠٥ - ١٠٦ وفي آخره: إلا أن يتجاوز الله عز وجل عنها.
وأخرجه البخاري تعليقًا في كتاب الإيمان: باب حسن إسلام المرء ١/ ٩٨ من الفتح دون قوله "كتب الله له كل حسنة" وليس فيهما هذه الرواية الأخرى.
وانظره في سلسلة الأحاديث الصحيحة ٢٤٧ وقد زاد نسبته إلى البزار والإسماعيلي والدارقطني والبيهقي في الشعب وفي م: "استأنف" وهي الموافقة لما أورده في الكنز ١/ ٧٥ عن سمويه من روايته.
(٢) البخاري في أول كتاب استتابة المرتدين ١٢/ ٢٦٥.
ومسلم في كتاب الإيمان: باب هل يؤاخذ بأعمال الجاهلية ١/ ١١١.
(٣) مسلم في كتاب الإيمان: باب: كون الإسلام يهدم ما قبله وكذا الهجرة ١/ ١١٢ من حديث طويل.
(٤) رواه أحمد في المسند (٤/ ٢٠٤، ٢٠٥) الحلبي من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سويد بن قيس عن قيس بن شفي عن عمرو بن العاص قال: قلت: يا رسول الله أبايعك على أن تغفر لي ما تقدم من ذنبي؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الإسلام يجب ما كان قبله، وإن الهجرة تجب ما كان قبلها؟ " قال عمرو: فوالله إن كنت لأشد الناس حياء من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما ملأت عيني من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا راجعته بما أريد، حتى لحق بالله عز وجل حياء منه.
وأخرجه من وجه آخر في الموضع الثاني وليس فيه ابن لهيعة.
وأخرجه أحمد ٤/ ١٩٨ - ١٩٩ بسياق آخر مطولا فيه قصة إسلام خالد وبإسناد رجاله ثقات كما في المجمع.

<<  <  ج: ص:  >  >>