للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقال أبو سليمان: "لا آنسنى الله إلا به أبدا".

* * *

وقال معروف (١) لرجل: "توكَّل على الله؛ حتى يكون جليسَك وأنيسَك وموضعَ شكواك".

* * *

• وقال ذو النون (٢): "من علامات المحبين لله أن لا يأْنَسُوا بسواه ولا يستوحشوا معه. ثم قال: إذا سكن القلب حُبُّ الله تعالى أنِسَ بالله؛ لأن الله أجلُّ في صدور العارفين أن يحبوا سواه".

[[تعقيب]]

وكلام القوم في هذا الباب يطول ذكره جدًّا، وفيما ذكرنا كفاية إن شاء الله تعالى.

* * *

[[بيان أن علوم الفقه والأخلاق والعقيدة والتصوف لا تخرج عن هذا الحديث]]

فَمنْ تأمل ما أشرنا إليه مما دل عليه هذا الحديث العظيم علم (٣) أن جميع العلوم والمعارف ترجع إلى هذا الحديث، وتدخل تحته، وأن جميع العلماءِ مَنْ فِرَقِ (٤) هذه


= من المفاوز والقفار، إلى الحصون والحياض، والناقل من المهالك والسباخ إلى الغصون والرياض، أبو علي: الفضيل بن عياض.
كان من الخوف نحيفًا، وللطواف أليفًا.
وكان إبراهيم بن الأشعث يقول: ما رأيت أحدا كان الله في صدره أعظم من الفضيل.
(١) معروف هو معروف الكرخي ترجم له أبو نعيم في الحلية ٨/ ٣٦٠ - ٣٦٨ بدأها بقوله: ومنهم الملهوف إلى المعروف، عن الفاني معروف، وبالباقي مشغوف، وبالتحف محفوف، وللطف مألوف، الكرخي أبو محفوظ معروف.
والأثر المذكور هنا هو أول ما ذكره في ترجمته عقيب هذا، من حديث محمد بن مسلمة اليامي قال: قال معروف الكرخي لرجل: توكل على الله حتى يكون هو معلمك وأنيسك وموضع شكواك، وليكن ذكر الموت جليسك لا يفارقنك، واعلم أن الشفاء من كل بلاء نزل بك كتمانه، فإن الناس لا ينفعونك ولا يضرونك، ولا يمنعونك ولا يعطونك".
(٢) هو ذو النون بن إبراهيم المصري ترجم له أبو نعيم في الحلية ٩/ ٣٣١ - ٣٩٥ برقم ٤٥٦ ترجمة ضافية ذكر فيها حكمه وآثاره وذكر في ١٠/ ٣ أنه أسند غير حديث عن الأئمة: مالك والليث بن سعد، وسفيان بن عيينة، والفضل بن عياض، وابن لهيعة.
(٣) في هـ، م: "على" وهو تحريف.
(٤) في هـ، م: "فوق" وهو تصحيف

<<  <  ج: ص:  >  >>