للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"من أنظر مُعْسرًا فله بكل يوم صَدَقةٌ قبل أن يَحُلَّ الدَّيْنُ؛ فإذا حَلَّ الدَّينُ، فأَنظَرَهُ فَله بكلِّ يوم مثْلُه صدقة".

[[والرفق بالحيوان]]

ومنها: الإحسان إلى البهائم؛ كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لما سئل عن سقيها فقال: "في كل كَبِدٍ رَطْبةٍ أجر" (١).

وأخبر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: أن بَغِيًّا سَقَت كلْبًا يلهَثُ من العطش فغُفِرَ لها (٢).

* * *

[[من أمثلة الصدقة القاصرة]]

• وأما الصدقة القاصرة على نفس العامل فمثل أنواع الذكرِ من التسبيح، والتكبير، والتحميد، والتهْليل، والاستغفار، والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكذلك تلاوة القرآن، والمشى إلى المساجد، والجلوس فيها لانتظار الصلاة أو لاستماع الذكر.

• ومن ذلك: التواضع في اللباسِ والمشي والهدى والتبذل (٣) في المهنة، واكتسابُ الحلال، والتحرّي فيه.

• ومنها أيضًا محاسبة النفس على ما سلفَ من أعمالها، والندمُ، والتوبةُ من الذنوب السالفة، والحزنُ عليها، واحتقار النفس والإزرَاءُ عليها، ومقتها في الله عز


= حل الدين فأنظره فله بكل يوم مثلاه صدقة".
ورواية أحمد - هذه تزيل ما في رواية ابن ماجه من إبهام.
وقد أوردها الهيثمي في مجمع الزوائد ٤/ ١٣٥ وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
(١) أخرجه البخاري في الأدب: باب رحمة الناس والبهائم ١٠/ ٤٣٨ ومسلم ٤/ ١٧٦١ كلاهما من حديث أبي هريرة.
(٢) متفق عليه: بخاري: ٦٠ أنبياء: ٥٤ باب حدثنا أبو اليمان ومسلم: ٣٩ - السلام: ٤١ فضل ساقي البهائم ٤/ ١٧٦١ كلاهما من حديث أبي هريرة.
(٣) قال في النهاية ١/ ١١١: "التبذل: ترك التزين والتهيؤ بالهيئة الحسنة الجميلة، على جهة التواضع".
يعني ترك المبالغة في ذلك؛ فإن الله جميل يحب الجمال.
والمقصود أن لا يستعلي المرء على المهنة التي تؤهله لها مواهبه الفطرية والمكتسبة مهما تكن هذه المهنة، وكل ميسِرٌ لما خلق له، والمقصود كذلك أن لا يستعلي رئيس العمل أو قائد الموقع عن أن يشارك و لو في بعض الأحايين مرؤسيه في أعمالهم، فيلبس كما يلبسون، ثم يتحرك بينهم عاملا وموجها ومرشدا، فيدير لهذا آلته، ويحل لذلك مشكلته، فهذا أمر يزيد - ولا ريب - من نشاط العاملين، ويضاعف من طاقتهم وإنتاجهم. لمثل هذا فليعمل العاملون، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

<<  <  ج: ص:  >  >>