للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[من هو المحفوظ بعناية الله عز وجل؟]]

• وفي الجملة فإن الله عز وجل يحفظ على المؤمن الحافظ لحدوده دينه، ويحول بينه وبين ما يفسد عليه دينه - بأنواع من الحفظ، وقد لا يشعر العبد ببعضها، وقد يكون كارها له، محما قال في حق يوسف عليه السلام: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} (١).

[[من المأثور عن السلف]]

• قال ابن عباس في قوله تعالى: {أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} (٢) قال: يحول بين المؤمن وبين المعصية التي تجرهُ إلى النار (٣).

* * *

• وقال الحسن، وذكر أَهلَ المعاصي: "هانوا عليه، فعَصوُه، ولو عزُّوا عليه لعصمهم!؟ ".

* * *

• وقال ابن مسعود: "إن العبد ليَهُما بالأمر من التجارة والإمارة حتى يُيَسَّرَ له فينظر الله إليه، فيقول للملائكة: اصرفوه عنه؛ فإني إِن يسرته (٤) له أَدخلته النار، فيصرفه الله عنه، فيظل يتطير بقوله: سبقني (٥) فلان، دهاني (٦) فلان، وما هو إلا فضل الله عز وجل!؟ ".

* * *

• وخرج الطبراني من حديث أَنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: يقول الله عز وجل:

"إن من عبادي من لا يُصلح إِيمانَهُ إِلا الفقر (٧)، وِإن بسطتُ عليه أَفسده ذلك.

وإن من عبادي من لا يُصْلحُ إِيمانَهُ إِلا الغنى، ولو أَفقرتُه لأفسده ذلك.

وإِن من عبادي من لا يُصْلِحُ إِيمانَهُ إِلا الصحة، ولو أَسقَمْتهُ لأَفسده ذلك.

وإِن من عبادي من لا يُصْلِحُ إيمانَهُ إِلا السُّقْم، ولو أَصححته لأَفسده ذلك


(١) سورة يوسف: ٢٤.
(٢) سورة الأنفال: ٢٤.
(٣) أخرجه ابن جرير في التفسير ١٣/ ٤٦٩: بلفظ: بحول بين الكافر وبين طاعته، ويحول بين المؤمن وبين معصيته.
(٤) ب: عليه.
(٥) في المطبوعة: "سبني" وهو تحريف.
(٦) في المطبوعة: "وأهانني".
(٧) ب: "الغني" وهو تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>