وهو عند أحمد في المسند ٧/ ١٠، ٧١ - ٧٢ و ٩/ ٩٣ ح ٤٧٨١، ٤٩٥٧، ٦١٩٩ (المعارف) بأسانيد صحيحه من حديث يحيى بن إسماعيل عن قزعة، عن عبد الله بن عمر. (٢) أخرجه أحمد في المسند ٨/ ٣٣ - ٣٥ المعارف من وجهين عن نهشل بن مجمع، عن قزعة، عن عبد الله بن عمر قال: أخبرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن لقمان الحكيم كان يقول: "إن الله إذا استودع شيئًا حفظه". وقد يتبادر إلى الأذهان أن هذا حديث غير الحديث السابق وتتبع الروايات يدلنا على أنهما حديث واحد أو أن أصلهما حديث واحد. ولعله لهذا أشار ابن رجب أو نص في تخريجه له على إخراج النَّسَائِي ثم أشار إلى تخريج غيره له. فلئن كانت رواية المسند لحديث الوداع في موطن وروايته لحديث لقمان في موطن آخر: إن رواية النَّسَائِي للحديث تدل صراحة على أنهما حديث واحد فقد روى النَّسَائِي الحديث في عمل اليوم والليلة من وجوه شتى ص ١٦٠ - ١٦٤ ح ٥١٠ - ٥٢٧. لقد روى حديث الوداع: "استودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك" مرفوعًا وحده من طرف ثم روى حديث لقمان وحده كذلك. ثم رواهما معا في حديث واحد من طريق نهشل بن مجمع الضبي عن قزعة قال: كنت عد ابن عمر، فلما خرجت شيعني وقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "قال لقمان الحكيم: إن الله إذا استودع شيئًا حفظه وإني أستودع الله دينك وأَمانتك وخواتم عملك وأقرأ عليك السلام". وهذا هو الاتجاه الذي اتجه إليه الشيخ أحمد شاكر عند تعليقه على حديث لقمان ٨/ ١٤ أن أصل الحديثين حديث واحد إلا أنه رحمه الله - تصورهما - حديثين لعدم حصوله آنئذ على عمل اليوم والليلة للنسائي وروى قول لقمان ورفع ذلك كله إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -. وقد كان الأحرى أن يكون حديث لقمان هو الأول في الذكر لأنَّه بمثابة القاعدة وقد رتب النبي - صلى الله عليه وسلم - عليه حديث الوداع. فقد حكى - صلى الله عليه وسلم - حديث لقمان: أن الله إذا استودع شيئا حفظه ثم قال: وإني استودع الله دينك … إلخ. وقد قرأنا رواية النَّسَائِي للحديثين حديثا واحدًا كما قد قرأنا إِسناد الحديثين مفرقين ومجموعين وكيف أنه في الصورتين من طريق نهشل بن مجمع الضبي عن قزعة وأبي غالب عن ابن عمر سواء في ذلك من رواه مفرقا كأحمد في المسند، ومن رواه على الصورتين كالنسائي في عمل اليوم والليلة.