وفي النهاية: القليب هو البئر التي لم تطو. ومعنى قوله: أنزع: أستخرج منها الماء بآلة كالدلو، أو كما قال ابن الأثير: "رأيتني أنزع على قليب" أي أستقي منه الماء باليد، نزعت الدلو أنزعها نزعا، إذا أخرجتها، وأصل النزع: الجذب والقلع، ومنه نزع الميت روحه، ونزع القوس إذا جذبها. (٢) الذنوب: الدلو الكبيرة، قال ابن حجر: واتفق من شرح هذا الحديث على أن ذكر الذنوب إشارة إلى مدة خلافة أبي بكر، وفي هذا نظر. لأنه ولي سنتين وبعض سنة، فلو كان ذلك المراد لقال ذنوبين أو ثلاثة، والذي يظهر لي أن ذلك إشارة إلى ما فتح في زمانه من الفتوح الكبار، وهي ثلاثة، ولذلك لم يتعرض في ذكر عمر إلى عدد ما نزعه من الدلاء، وإنما وصف نزعه بالعظمة إشارة إلى كثرة ما وقع في خلافته من الفتوحات. ثم أورد تفسير الشافعي لقوله "وفي نزعه ضعف" وكيف أن ذلك إشارة إلى قصر مدته، وعجلة موته، وشغله بالحرب لأهل الردة عن الافتتاح والازدياد والذي بلغه عمر في طول مدته. (٣) قال ابن حجر: يحتمل أن يكون فيه إشارة إلى أن قلة الفتوح في زمانه لا صنع له فيه، لأن سببه قصر مدته، فمعنى المغفرة له: رفع الملامة عنه.