للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"إلى مَنْ تدعنا "؟ قال لها: إلى اللّه، قالت: رضيت باللّه.

[[التوكل والصدق]]

وهذا كان يفعله بأمر اللّه ووحيه، فقد يقذف اللّه تعالى في قلوب بعض أوليائه من الإلهام الحق ما يعلمون أَنه حق، ويثقون به.

قال المروزي: قيل لأبي عبد اللّه: أي شيء صدق التوكل على اللّه؟ قال: أن يتوكلَ على اللّه، ولا يكون في قلبه أحد من الآدميين يطمع أن يجيئه بشيء، فإذا كان كذا (١)، كان اللّه يرزقه، وكان متوكلًا.

• قال: وذكرت لأبي عبد اللّه التوكل؛ فأجازه لمن استعمل فيه الصدق.

[[بين الجلوس في البيت وعدم الحاجة إلى الخلق]]

• قال: وسألت أبا عبد اللّه عن رجل جلس في بيته ويقول: أجلسُ وأصبرُ ولا أطلِعُ على ذلك أحدًا، وهو يقدر أن يحترف؟ قال: لو خرج فاحترف كان أحبّ إليّ، وإذا جلس خفت أن يحوجه (٢) إلى أن يكون يتوقع أن يُرْسَلَ (٣) إليه بشيء.

• قلت: فإذا كان يبعث إليه بشيء فلا يأخذ (٤)؟ قال: هذا جيّد. قلت لأبي عبد اللّه: إن رجلًا بمكة، قال: لا آكل شيئًا حتى يطعمني ربي (٥) ودخل في جبل أبي قبيس، فجاء إليه رجلان وهو متزر (٦) بخرقة فألقيا (٧) إليه قميصًا وأخذا بيديه (٨) فألبساه القميص، ووضعا بين يديه شيئًا (٩)، فلم يأكل حيّ وضعا مفتاحًا (١٠) حديدًا في فيه، وجعلا يدسّان في فمه؛ فضحك أبو عبد اللّه وجعل يتعجب.

• قلت لأبي عبد اللّه: إن رجلًا ترك البيع والشراء، وجعل على نفسه أن لا يقع في يديه ذهب ولا فضة، وترك دُورَهُ، فلم (١١) يأمر فيها بشيء وكان يمر في الطريق، فإذا رأى شيئًا مطروحًا أخذه (١٢) مما قد ألقي؟ قال المروزي: فقلت للرجل: ما لك حجة


(١) م "كذلك".
(٢) م: "يحوجه" والضمير المنصوب يعود إلى الجالس وضمير الفاعل يعود على الجلوس والتقدير: يحرجه أو يحوجه إلى أن يتوقع أن يرسل إليه شيء، وفي ب: "يخرجه".
(٣) "يرسلوا".
(٤) م: "يأخذه".
(٥) "ا" "تطعموني" ب "يطعموني".
(٦) "ا"، ب: "موتزر".
(٧) "ا"، ب: "فألقى".
(٨) "ا": "وأخذوا" م: "بيده".
(٩) "ا" وضع بين يديه شيء".
(١٠) "ا": "وضع مفتاح حديد".
(١١) "ا": لم.
(١٢) "أخذ بيده".

<<  <  ج: ص:  >  >>