للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• وما أحسن ما قاله (١) يونس بن سليمان السَّقَطى (٢): "نظرت في الأمر فإذا هو الحديث والرأي، فوجدت في الحديث ذكر الرب عز وجل وربوبيّته وجلاله (٣) وعظمته، وذكر العرش، وصفة الجنة والنار، وذكر النبيين والمرسلين، والحلال والحرام، والحث على صلة الأرحام، وجماع الخير فيه.

ونظرت في الرأي فإذا فيه المنكر والغدر والحيل وقطيعة الأرحام، وجماع الشر فيه".

* * *

• وقال أحمد بن شبُّوية: "من أراد علم القبر فعليه بالآثار، ومن أراد علم الخُبْزِ فعليه بالرأي".

* * *

• ومن سلك طريقة طلب العلم على ما ذكرناه تمكن من فهم جواب الحوادث الواقعة غالبًا؛ لأن أصولها توجد في تلك الأصول المشار إليها.

* * *

[[الائتمام بالأئمة]]

• ولا بد أن يكون سلوك هذا الطريق خلف أئمة أهله المجمع على هدايتهم ودرايتهم، كالشافعي، وأحمد، وإسحق، وأبي عبيد، ومن سلك مسلكهم؛ فإن من ادعى سلوك هذا الطريق على غير طريقتهم في قع في مفاوز ومهالك، وأخذ بما لا يجوز الأخذ به، وترك ما يجب العمل به.

[[وملاك الأمر في هذا]]

ومِلاك الأمر كله أن يقصد بذلك وجه الله عز وجل، والتقرب إليه بمعرفة ما أنزل على رسوله، وسلوك طريقه، والعمل بذلك، ودعاء الخلق إليه.

ومن كان كذلك وفقه الله، وسدده، وألهمه رشده، وعلَّمه ما لم يكن يعلم، وكان من العلماء الممدوحين في الكتاب (٤) في قوله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} (٥). ومن الراسخين في العلم.


(١) م "قاله".
(٢) ب: "السفطي".
(٣) م "وربوبيته وإجلاله".
(٤) ليست في ب.
(٥) سورة فاطر: ٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>