للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• ويدخل في هذا المعنى حديث أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه سئل: ما أكثرُ ما يدخلُ الناسَ الجنة؟.

قال: "تقوى الله، وحسنُ الخلق".

خرجه الإمام أحمد وابن ماجه والترمذي وصححه وابن حبان في صحيحه (١).

[[الوصية بالتقوى وصية جامعة]]

• فهذه الوصية وصية عظيمة جامعة لحقوق الله، وحقوق عباده؛ فإن حق الله على عباده: أن يتقوه حق تقاته، والتقوى وصية لله للأوّلين والآخرين، قال الله تعالى: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ} (٢).

[[أصل كلمة التقوى]]

• وأصل التقوى أَن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه ويحذره وقاية تقيه منه: فتقوى العبد لربه أَن يجعل بينه وبين ما يخشاه من ربه من غضبه وسخطه وعقابه - وقاية تقيه من ذلك، وهو فعل طاعته واجتناب معاصيه.


(١) أخرجه أحمد في المسند ٢/ ٢٩١ (الحلبي) من طريق يزيد عن المسعودي، عن داود بن يزيد، عن أبي هريرة قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أكثر ما يلج الناس به النار، فقال: "الأجوفان: الفم والفرج" وسئل عن أكثر ما يلج الناس به الجنة فقال رسول الله: "حسن الخلق".
وابن ماجه في السنن: كتاب الزهد: باب ذكر الذنوب ٢/ ١٤١٨ ح ٤٢٤٦ رواية عن هارون بن إسحاق، وعبد الله بن سعيد، عن عبد الله بن إدريس عن أبيه وعمه عن جده عن أبي هريرة قال: ما أكثر ما يدخل الجنة؟ قال: "التقوى وحسن الخلق" وسئل ما أكثر ما يدخل النار؟ قال: "الأجوفان: الفم والفرج" والترمذي في كتاب البر والصلة: باب حسن الخلق ٤/ ٣٦٢ ح ٢٠٠٤ رواية عن أبي كريب: محمد بن العلاء عن عبد الله ابن إدريس به عن أبي هريرة قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ فقال: "تقوى الله وحسن الخلق". وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال: "الفم والفرج".
وقد عقب عليه بقوله: هذا حديث صحيح غريب.
وابن حبان في صحيحه (١/ ٣٤٩) من الإحسان ح ٤٧٦ رواية عن محمد بن جعفر الكرخي، عن عثمان بن أبي شيبة، عن ابن إدريس - به - عن أبي هريرة قال: "سئل النبي - صلى الله عليه وسلم -: ما أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ قال: "تقوى الله وحسن الخلق" قيل فما أكثر ما يدخل الناسَ النارَ النار؟ قال: "الأجوفان: الفم والفرج". فاللفظ الذي ساقه ابن رجب هو لفظ ابن حبان، جزء حديث وعند الباقين بجزء منه أو بنحوه.
(٢) سورة النساء: ١٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>