للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه (١) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "سأُحَدِّثكَ عَنْ أشْرَاطِهَا".

وهي عَلَامَاتُها أيضًا.

[[أمارتان]]

• وقد ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - للساعة علامتين:

[الأولى: أن تلد الأمة ربَّتها]:

الأولى "أنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَها" والمراد بربتها سيدتها ومالكتها، وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه: "ربَّها".

وهذه إشارة إلى فتح البلاد، وكثرة جَلْب الرقيق؛ حتى تكْثُرَ السراري وتَكْثُرَ أولادُهُنَّ فتكون الأمة رقيقةً لسيدها وأولاده منها بمنزلته؛ فإن ولد السيدة بمنزلة السيد فيصير ولدُ الأمة بمنزلة رَبِّهَا وَسَيِّدهَا.

* * *

[[استنتاجات الفقهاء من ذلك]]

وذكر "الخطابي" (٢) أنه استدل بذلك من يقول إن أم الولد؛ إنما تعتق على ولدها من نصيبه من ميراث والده، وأنها تنتقل إلى أولادها بالميراث فتعتق عليهم، وأنها قبل موت سيدها تُبَاعُ.

قال: وفي هذا الاستدلال نظر.

قلت: قد استدل به بعضهم على عكسِ ذلك، وأن أم الولد لا تباع، وأنها تعتق بموت سيدها بكل حال؛ لأنه جعل ولد اللأمة ربَّها فكأن ولدها هو الذي عتقها، فصار عتقا منسوبًا إليه؛ لأنه سبب عتقها؛ فصار كأنه مولاها.

• وهذا كما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال في أم ولده مارية - لما ولدت إبراهيم عليه السلام - "أعْتَقَهَا وَلَدُهَا" (٣).


(١) مضى ص ٩٩.
(٢) في معالم السنن ٥/ ٧١ - ٧٢.
(٣) رواه البيهقي في الكبرى ١٠/ ٣٤٦ من طرق بعضها صحيح وبعضها الآخر ضعيف يرتقي إلى الحسن لغيره.
وأخرجه ابن ماجه ٢/ ٨٤١ والحاكم في المستدرك ٢/ ١٩ والدارقطني في السنن ٤/ ١٣١ - ١٣٢ كلهم بوجوه عامتها ضعيفة وقد صحيح صاحب التعليق المغني أنه من كلام ابن عمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>