للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المسلم أن ينصح له إذا غاب (١) ".

ومعنى ذلك أنه إذا ذكر في غيبه بالسوء أن ينصره، ويردَّ عنه وإذا رأى من يريد أذاه في غيبته كفَّه عن ذلك؛ فإن النصح في الغيب يدل على صدق الناصح؛ فإنه قد يُظهر النصح له في حضوره؛ تملقًا ويغشه في غيابه!.

[[من مأثور السلف في النصيحة]]

• وقال الحسنُ إنك لن تبلغ حق نصيحتك لأخيك حتى تأمره بما تعجز عنه.

* * *

• قال الحسن: وقال بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - والذي نفسي بيده إن شئتم لأقسمن لكم بالله: إن أحبَّ عباد الله إلى الله الذين يحبون الله إلى عباده، ويحببون عبادَ الله إلى الله، ويسعون في الأرض بالنصيحة. وقال فرقد السَّبَخَى: قرأت في بعض الكتب: "المحب لله عز وجل أمير مؤمر على الأمراء زمرته أول الزمر يوم القيامة، ومجلسه أقرب المجالس فيما هناك والمحبة فيما هناك (٢) والمحبة منتهى القرية والاجتهاد، ولن (٣) يسأم المحبون من طول اجتهادهم لله عز وجل. يحبونه ويحبون ذكره، ويحبونه إلى خلقه: يمشون بين عباده بالنصائح، ويخافون عليهم من أعمالهم يوم تبدو الفضائح، أولئك أولياء الله وأحباؤه وصفوته (٤) أولئك الذين لا راحة لهم دون لقائه.

* * *

• وقال ابن عُلَيَّة - في قول أبي بكر المزني: ما فاق أبو بكر - رضي الله عنه - أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - بصوم ولا صلاة ولكن بشيء كان في قلبه (٥) قال: الذي كان في قلبه: الحب لله عز وجل، والنصيحة في خلقه.

* * *

• وقال الفضيل بن عياض رحمه الله: "ما أدرك عندنا من أدرك بكثرة الصلاة


(١) راجع ما أورده الهيثمي في المجمع ٨/ ١٨٤ - ١٨٦ في هذا عن أحمد بإسناد حسن من حديث ابن عمر وعن غيره، والبرهانفوري في الكنز ٩/ ٤١.
(٢) ليست في ب ولا في "ا".
(٣) ب: "ولم".
(٤) ب: "وأهل صفوته".
(٥) في و: "بشيء وقر في صدره" وفي نسخة "بشيء كان في قلبه".

<<  <  ج: ص:  >  >>