للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الصيف في الشتاء، ولباسَ الشتاء في الصيف.

وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا له أن يُذْهِبَ الله عنه الحرّ (١) والبرد.

فمن كان له قوّة على مثل هذه الأمور فعمل بمقتضى قوّته، ولم يضعفه عن طاعة الله؛ فلا حَرَجَ عليه.

ومن كلف نفسه ذلك حتى أضعفها عن بعض الواجبات؛ فإنه يُنْكَرُ عليه ذلك.

وكان السلف ينكرون على عبد الرحمن بن أبي نُعْم (٢)؛ حيث كان يترك الأكل مدة حتى يعاد من ضعفه.

• القسم الثالث:

ما أجرى الله العادة به في الدنيا في الأعم الأغلب، وقد يخرق العادة في ذلك لمن يشاء من عباده، وهو أنواع: منها ما يخرقه كثيرًا، ويُغني عنه كثيرًا من خلقه، كالأدوية بالنسبة إلى كثير من البلدان، وسكان البوادي ونحوها.

وقد اختلف العلماء هل الأفضل لمن أصابه المرض التداوي أم تركه لمن حقق التوكل على الله؟ فيه قولان مشهوران؛ وظاهر كلام أحمد أن التوكل لمن قوي عليه أفضل لا صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "يدخُلُ مِنْ أمتي الجنةَ سبعُون ألفًا بغير حِسَاب ثم قال: هُمُ الذينَ لا يتطيَّرُونَ ولا يستَرقُونَ ولا يكتوونَ وعلى ربهم يتوكلون" (٣).


(١) أخرجه ابن ماجه في مقدمة السنن: ١١ - باب فضل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فضل علي بن أبي طالب ١/ ٤٣ - ٤٤ ح ١١٧ رواية عثمان بن أبي شيبة، عن وكيع، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: كان أبو ليلى يسمر مع علي؛ فكان يلبس ثياب الصيف في الشتاء، وثياب الشتاء في الصيف، فقلنا: لو سألته؟ قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث إليّ وأنا أرمد العين، يوم خيبر، قلت: يا رسول الله! إني أرمد العين؟ فتفل في عيني ثم قال: اللَّهم أذهب عنه الحر والبر؛ فما وجدت حرًّا ولا بردًا بعد يومئذ، وقال، "لأبعثن رجلًا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله ليس بفرار. فتشرف له الناس، فبعث إلى عليٍّ فأعطاها إياه".
وقد علق البوصيري على الحديث في الزوائد ١/ ٦٠ فقال: هذا إسناد ضعيف؛ ابن أبي ليلى شيخ وكيع، هو: محمد؛ وهو ضعيف الحفظ، ولا يحتج بما ينفرد.
(٢) م: "بن غنم" وهو تحريف وترجمته في الحلية ٥/ ٦٩ - ٧٣.
(٣) أخرجه البخاري في ٧٦ - كتاب الطب: ١٧ - باب من اكتوى أو كوى غيره وفضل من لم يكو ١٠/ ١٥٥ ح ٥٧٠٥.
وأطرافه في: ٥٧٥٢، ٦٤٧٢، ٦٥٤١.
ومسلم في: ١ - كتاب الإيمان: ٩٤ - باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب ١/ ١٩٨ ح ٣٧١ - (٢١٨) كلاهما من حديث عمران بن حصين.

<<  <  ج: ص:  >  >>