للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[مدمن الخمر كعابد الوثن]]

• وجاء في الحديث أن "مُدْمِنَ الخمر كعابد وثن" (١)؛ فإنه يتعلق قلبه بها، فلا يكاد يمكنه أن يدعها كما لا يدع عابد الوثن عبادته.

• وهذا كله مضاد لما خلق الله العبادَ لأجله من تفريغ قلوبهم لمعرفته، ومحبته، وخشيته، وذكرِه، ومُنَاجاته، ودعائه، والابتهال إليه. فما حال بين العبد وبين ذلك، ولم يكن بالعبد إليه ضرورةٌ بل كان ضررًا محضًا عليه كان محرَّمًا.

• وقد روي عن علي رضي الله عنه أنه قال لمن رآهم يعلبون الشطرنج: "ما لهذا خلقتم".

• ومن هنا يعلم أن الميسر محرم سواء كان بعِوَض أو بغير عِوَض، وأن الشطرنج كالنَّرد أو شرٌّ منه؛ لأنها تشغل أصحابَها عن ذكر الله وعن الصلاة أكثر من النّرد.

• والمقصود أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "كلّ مُسْكِرٍ حرامٌ، وكُلُّ ما أسكَر عن الصلاة فهو حَرَام".

• وقد تواترت الأحاديث بذلك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ فخرّجا في الصحيحين عن ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "كلّ مسكر خمر، وكلّ خَمْرٍ حرام" (٢).

ولفظ مسلم: "وكُلّ مسكرٍ حرام" (٣).

وخرجا أيضًا من حديث عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم


(١) رواه ابن حبان في صحيحه ٧/ ٣٦٧ من رواية العوام بن حوشب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من لقي الله مدمن خمر لقيه كعابد وثن".
قال أبو حاتم: يشبه أن يكون معنى هذا الخبر: من لقي الله مدمن خمر مستحلا لشربه كعابد وثن لاستوائهما في حالة الكفر.
(٢) هذه الرواية عن ابن عمر ليست في البخاري؛ وإنما هي في صحيح مسلم: ٣٦ - كتاب الأشربة: ٧ - باب بيان أن كل مسكر خمر وأن كل خمر حرام ٣/ ١٥٨٧ - ح ٧٣ - (٢٠٠٣) من حديث أيوب السختياني، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام، ومن شرب الخمر في الدنيا فمات وهو يدمنها لم يتب منها لم يشربها في الآخرة" و ٧٤ - ( … ) من طريق موسى بن عقبة عن نافع … بلفظ: "كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام".
و ٧٥ - ( … ) من طريق عبيد الله، عن نافع … بلفظ: "كل مسكر خمر، وكل خمر حرام".
(٣) هذا يفيد أن اللفظ الأول ليس لمسلم، وقد علمت أن مسلمًا هو الذي روى الصيغتين جميعًا.
وانظر الإرواء ٨/ ٤٠ ففيه جميع طرق حديث ابن عمر في هذا وليس منها البخاري.

<<  <  ج: ص:  >  >>