للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• وفي كتاب الأدب للبخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم -:

"كم من جارٍ متعلقٌ بجاره يوم القيامة فيقول: يا رب! هذا أغلق بابَه دوني، فمنع معروفه" (١).

* * *

[[إكرام الجار وكيف يكون؟].]

• وخرج الخرائطي وغيره بإسناد ضعيف من حديث عطاءٍ الخراساني عن عمرو بن شُعَيْب عن أبيه عن جده عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

"من أَغلق بابه دون جاره مخافةً على أَهله وماله فليس ذلك بمؤمن، وليس بِمؤمن من لا يأمن جارُه بوائقَه. أتدري ما حق الجار؟ إذا استعانك أعنته، وإذا استقرضك أقرضته، وإذا افتقر عدت عليه، وإذا مرض عدته، وإذا أصابه خير هنيته، وإذا أصابته مصيبة عزيته، وإذا مات اتبعت جنازته، ولا تستطل عليه بالبناء فتحجُبَ عنه الريح إلا بإذنه، ولا تؤذيه بقُتار (٢) قدرك إلا أن تغرف له. وإن اشتريت فاكهة فَأَهْدِ له، فإن لم تفعل فأَدخلها سرًّا، ولا يخرج بها ولدُك ليغيظ بها ولدَه: (٣).


(١) أخرجه البخاري في الأدب المفرد: باب من أغلق الباب على الجار ١/ ٢٠٠ ح ١١١.
وفي م "يمنع" وما أثبتناه عن بعض الأصول هو الموافق لما في الأدب المفرد.
وإسناده ضعيف؛ لأنه من طريق ليث بن أبي سليم، وهو صدوق يهم.
(٢) القتار: ريح القدر والشواء ونحوهما نهاية ٤/ ١٢. ظ، ر: "بقتار ريح".
(٣) أخرج الخرائطي شطره الأول في المساوئ ص ١٥٤ وهو في المنتقى بتمامه ح ١٠٤ كلاهما: من طريق عثمان بن عطاء عن أبيه، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده.
وقد أورد المنذري الحديث بتمامه في الترغيب والترهيب ٣/ ٣٥٧ من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن الخرائطي في مكارم الأخلاق ثم قال: ولعل قوله: أتدري ما حق الجار إلى آخره في كلام الراوي غير مرفوع لكن قد روى الطبراني عن معاوية بن حيدة. قال: قلت: يا رسول الله! ما حق الجار عليّ؟ حال: إن مرض عدته؛ وإن مات شيعته، وإن استقرضك أقرضته، وإن أعوز سترته .. فذكر الحديث بنحوه، ثم قال: وروى الشيخ ابن حيان في كتاب التوبيخ عن معاذ بن جبل، قال: قلنا: يا رسول الله! ما حق الجوار؟ قال: إن استقرضك أقرضته، وإن استعانك أعنته، وإن احتاج أعطيته، وإن مرض عدته، فذكر الحديث.
وروى أبو القاسم الأصبهاني عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره قالوا: يا رسول الله! وما حق الجار على الجار؟ قال: إن سألك فأعطه".
فذكر الحديث بنحوه، لم يذكر فيه الفاكهة.
ثم قال المنذري ولا يخفى أن كثرة الطرق تقوِّيه: كذلك كان صنيع ابن حجر في الفتح ١٠/ ٤٤٦ بالنسبة لهذا الحديث؛ فقد قال: وقد ورد في تفسير الإِكرام والإحسان إلى الجار وترك أذاه عدة أحاديث أخرجها الطبراني من حديث بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، والخرائطي في مكارم الأخلاق من حديث عمرو بن شعيب =

<<  <  ج: ص:  >  >>