للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وخرّج الترمذي، وابن ماجه، من حديث كثير بن عبد اللّه المزني - وفيه ضعف - عن أبيه، عن جده عن النبي - صلى اللّه عليه وسلم - قال:

"مَن ابتدع بِدْعَةً ضَلالة لا يرضاها اللّه [ولا] رسولُه كان عليه مثلُ آثام مَنْ عمل بها لا يَنقُصُ ذلك من أَوْزارهم شيئًا" (١).

وخرّج الإمام أحمد من رواية غُضَيْف بن الحارث الثُّمالى قال: بعث إليَّ عبد الملك بن مروان فقال: [يا أبا أسماء] (٢) إنا قد جمعنا (٣) الناس على أمرين: رفع الأيدي على المنابر يوم الجمعة، والقصص بعد (٤) الصبح والعصر؟ فقال: أما إنهما أمثل بدعتكم عندي، ولستُ بمجيبكم إلى شيء منهما، لأنّ النبي - صلى اللّه عليه وسلم - قال: "ما أحدث


= يقول: أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، من ترك مالًا فلأهله، ومن ترك دينا أو ضياعًا فإليَّ وعليَّ.
والضياع: العيال. قال ابن قتيبة: أصله مصدر ضاع يضيع ضياعًا والمراد من ترك أطفالًا وعيالا ذوي ضياع.
(١) أخرجه الترمذي في كتاب العلم: باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع ٥/ ٤٥ من حديث كثير بن عبد اللّه بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه، عن جده أن النبي - صلى اللّه عليه وسلم - قال لبلال بن الحرث: "اعلم" قال: ما أعلم يا رسول اللّه؟ قال: "أعلم يا بلال! قال: ما أعلم يا رسول اللّه؟ قال: أنه من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي فإن له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئًا، ومن ابتدع بدعة ضلالة لا ترضي اللّه ورسوله كان عليه مثل آثام من عمل بها لا ينقص ذلك من أوزار الناس شيئًا".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن.
وأخرجه ابن ماجه في مقدمة السنن ١/ ٧٦ من وجهين عن كثير بن عبد اللّه المزني.
وقول الترمذي: هذا حديث حسن، أي حسن لغيره أي أنه ضعيف أضعف كثير بن عبد اللّه لكن الحكم عليه بالحسن لما أنه ورد من طرق أخرى ضعفها محتمل فارتقى بذلك إلى الحسن لغيره.
ومع هذا فنحن لا نسلم تحسين الترمذي لهذا الحديث، كيف وقد اتهم كثير بالكذب والوضع؟ وقد نص الترمذي نفسه على أن الحسن هو كل حديث يروى لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب إلخ … قال ابن حبان: روى من أبيه، عن جدد، نسخة موضوعة لا يحل ذكرها في الكتب ولا الرواية عنه إلا على جهة التعجب.
وقال الحاكم: حدث عن أبيه، عن جده نسخة فيها مناكير.
وقال ابن عبد البر: مجمع على ضعفه. راجع العلل للترمذي آخر السنن ٥/ ٧٥٨ وضعيف سنن الترمذي ص ٣١٧ وضعيف سنن ابن ماجه ص ١٥ وهو فيه ضعيف جدًّا، وتهذيب التهذيب ٨/ ٤٢١ - ٤٢٣. على أن للحديث شاهدا من الصحيح هو ما سبق في مسلم، وعند ابن ماجه من حديث أبي هريرة ١/ ٧٤ والعرباض بن سارية ١/ ١٦ وعند الترمذي من حديث العرباض ٥/ ٤٤، ٤٥.
بيد أن هذا الشاهد لا يرتقي به الحديث الضعيف على ما هو مقرر في مصطلح الحديث.
راجع محاسن الاصطلاح للبلقيني، ومقدمة ابن الصلاح ص ١٠٧.
(٢) ليس في م ولا ل، د، ظ. وفي مجمع الزوائد: يا أبا سليمان، وهو تحريف فكنيته أبو أسماء كما في التهذيب ٨/ ٢٤٢ - ٢٥٠.
(٣) في المسند "أجمعنا".
(٤) في م: "بعد صلاة الصبح والعصر".

<<  <  ج: ص:  >  >>