للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن مسعود: هلك من لم يعرف بقلبه المعروف والمنكر (١).

يشير إلى أن معرفة المعروف والمنكر بالقلب فرضٌ لا يسقُطُ عَنْ أحد، فمن لم يعرفه هَلكَ.

وأما الإنكار باللسان واليد، فإنما يجب بِحَسَبِ الطَّاقة.

• وقال ابن مسعود: يوشك مَنْ عَاشَ منكم أن يَرَى مُنْكرًا لا يسطع له غير أن يعلم الله من قبله أنه له كاره (٢).

• وفي سنن أبي داود عن الْعُرْسِ بن عَمِيرَةَ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إذا عُملت الخطيئة في الأرض كان من شهدها فكرهها؛ كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها؛ كان كمن شهدها (٣) ".

فمن شهد الخطيئة فكرهها بقلبه (٤)؛ كان كمن لم يشهدها إذا عجزَ عن إنكارهَا بلسانه ويده.

ومن غاب عنها فرضيها؛ كان كمن شهدها، وقدَرَ علىَ إنْكَارِهَا ولم ينكرها لأن الرضا بالخطايا من أقبح المحرمات، ويفوت به إنكار الخطيئة بالقلب، وهو فرض على كل مسلم لا يسقط عن أحد في حال من الأحوال.

• وخرج ابن أبي الدنيا من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: من حضر معصية فكرهها؛ فكأنه غاب عنها، ومن غاب


(١) أخرجه الطبراني في الكبير ٨٥٦٤ بإسناد صحيح كما في المجمع ٧/ ٢٧٥.
(٢) وانظر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للخلال ص ٢٧ - ٢٨.
(٣) أخرجه أبو داود في السنن: ٣١ - كتاب الملاحم والفتن: ١٧ - باب الأمر والنهي ٤/ ٥١٥ ح ٤٣٤٥، ٤٣٤٦: الأول عن محمد بن العلاء، عن أبي بكر، عن مغيرة بن زياد الموصلي، عن عدي بن عدي، عن العرس بن عميرة الكندي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
والثانى عن أحمد بن يونس، عن أبي شهاب، عن مغيرة بن زياد، عن عدي بن عدي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وسكت المنذري عند الأول عن التعليق وعقب على الثاني بقوله: وهذا مرسل، عدي بن عدي هو ابن عميرة ابن أخي العرس، تابعي، وفي الحديث الأول والثاني: المغيرة بن زياد، مضطرب الحديث، قال البخاري: قال وكيع: وكان ثقة، وقال غيره: في حديثه اضطراب، وقال أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان: لا يحتج بحديثه، وقال النسائي والدارقطني ليس بالقوى، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: وأدخله البخاري في كتاب الضعفاء، فسمعت أبي يقول: يحول اسمه من كتاب الضعفاء، واختلف فيه قول يحيى بن معين (عون المعبود ٤/ ٢١٨).
(٤) م: "في قلبه".

<<  <  ج: ص:  >  >>