للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

" يَدُ اللّه ملأى لما يَغيضُها نفقة، سحَّاءُ الليلَ والنهارَ! أفرأيتم ما أنفق ربكم منذ خلق السموات والأرض؟ فإنه لم يَغِضْ ما في يَمينه ".

• وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة (١) رضي اللّه عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

" إذا دعا أحدكم فلا يقل: اللهم اغفر لي إن شئت، ولكن لِيعْزِم المسْأَلَةَ ولْيُعْظِم الرغبة؛ فإن اللّه لا يتعاظَمُه شيء [أعْطاهُ] ".

• وقال أبو سعيد الخدري:

" إذا دعوتم اللّه فارفعوا في المسألة، فإن ما عند اللّه لا يُنفِدهُ شيء، وإذا دعوتم فاعزموا؛ فإن اللّه لا مُسْتَكرِه له " (٢).

* * *

• وفي بعض الآثار الإسرائيلية (٣) يقول اللّه عز وجل: " أيؤمَّل غيري للشدائد، والشدائد بيدي، وأنا الحيُّ القيُّوم؟! ويُرْجَى غيري، ويُطرَق بابه بالبُكُرَات، وبيدي مفاتيح الخزائن، وبابي مفتوح لمن دعاني؟! من ذا الذي أمَّلَنِى لنائبة فقطعتُ به؟ أو من ذا الذي رجاني لعظيم فقطعتُ برجائه (٤)؟ أو من ذا الذي طرق بابي فلم أفتحه له؟ أنا غاية الآمال. فكيف تنقطع الآمال دوني؟ أبَخيلٌ أنا فيبخِّلني عبدي؟ أليس الدنيا والآخرة والكرم والفضل كله لي؟ فما يمنع المؤمّلين أن يؤمّلوني؟ لو جمعتُ أهل السموات والأرض ثم أعطيت كلَّ واحدٍ منهم ما أعطيتُ الجميعَ، وبلَّغتُ كلَّ واحدٍ منهم أملَه لم ينقص ذلك من مُلْكي عضو ذرة؟ كيف يَنْقصُ ملك أنا قيّمه؟! دنيا بؤسًا للقانطين من رحمتي! ويا بؤسًا لمن عصاني وتوثّب على محارمي! ".

* * *

• وقوله: " لم ينقص ذلك مما عندي، إلا كما ينقص المَخْيَطُ إذا أدخل في البحر " لتحقيق أن (٥) ما عنده (٦) لما ينقص البتة، كما قال تعالى: {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ


(١) في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار: باب العزم بالدعاء لما يقل إن شئت ٤/ ٢٠٦٣ وفي آخره: " لا يتعاظمه شيء أعطاه ".
(٢) وروي هذا المعنى مرفوعًا من حديث أنس، قال: قال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -:
" إذا دعا أحدكم فليعزم في الدعاء، ولا يقل: " اللهم إن شئت فأعطني؛ فإن اللّه لا مستكره له ". أخرجه مسلم في الموضع السابق.
(٣) م: " الإسرائيليات ".
(٤) م: " به ".
(٥) في ر: تحقيق لأن.
(٦) م، ب: " تحقيق لأن ما عنده ".

<<  <  ج: ص:  >  >>