للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول الله تعالى:

"أنا عند ظن عَبْدي بي وأنا معَهُ حينَ يذكُرني، فإن ذكَرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإنْ ذَكَرني في ملأ ذكرتهُ في ملأ خيرٍ منهم" (١).

• وفي حديث آخر: "أنا مع عبدي ما ذكرني وتحرَّكَتْ بي شَفَتَاهُ" (٢).


(١) أخرجه البخاري في: ٩٧ - كتاب التوحيد: ١٥ - باب قول الله تعالى {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} وقوله جل ذكره: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} ١٣/ ٣٨٤ ح ٧٤٠٥ من حديث أبي هريرة بنحوه، وزاد في آخره: وإن تقرب إلي شبرًا تقربْتُ إليه ذراعًا، وإن تقرب إليّ ذراعًا تقربت إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة".
وفي: ٣٥ - باب يريدون أن يبدلوا كلام الله ١٣/ ٤٦٦ مقتصرًا على الجملة االأولى.
وفي: ٥٠ - باب ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - وروايته عن ربه ١٣/ ٥١٢ مقتصرًا على شطره الأخير وأورده قبله شاهدًا للحديث عن أنس - رضي الله عنه -.
ومن حديث أبي هريرة أخرجه مسلم في صحيحه: ٤٨ - كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار: ١ - باب الحث على ذكر الله تعالى ٤/ ٢٠٦٧ - ٢٠٦٢ ح ٢٦٧٥ من وجوه بنحوه ومعناه.
وفي: ٦ - باب فضل الذكر والدعاء والتقرب إلى الله تعالى ٤/ ٢٦٠٧ - ٢٠٦٨ من وجوه عن أبي هريرة مختصرًا وتامًا بنحوه، وأورد له شاهدًا من حديث أبي ذر، عقبه.
وأخرجه ابن حبان في الصحيح: كتاب الرقائق: باب الأذكار: ذكر الله - عز وجل - في ملكوته؛ من ذكره في نفسه من عباده، مع ذكره إياهم في المقربين من ملائكته عند ذكرهم إياه في خلقه ٢/ ٩٠ - ٩١ بروايتين عن أبي هريرة، وقد عقب على الأولى بقوله:
قال أبو حاتم: الله أجل وأعلى من أن ينسب إليه شيء من صفات المخلوق، إذ ليس كمثله شيء، وهذه ألفاظ خرجت من ألفاظ التعارف على حسب ما يتعارفه الناس مما بينهم، ومن ذكر ربه جل وعلا في نفسه بنطق أو عمل يتقرب به إلى ربه؛ ذكره الله في ملكوته بالمغفرة له تفضلًا وجودًا.
ومن ذكر ربه في ملأ من عباده ذكره الله في ملائكته المقربين بالمغفرة له وقبول ما أتى عبده من ذكره.
ومن تقرب إلى الباري جل وعلا بقدر شبر من الطاعات كان وجود الرأفة والرحمة من الرب منه له بقدر ذراع.
ومن تقرب إلى مولاه جل وعلا بقدر ذراع من الطاعات كانت مغفرته منه أقرب بباع.
ومن أتى في أنواع الطاعات بالسّرعة كالمشي أتته الوسائل ووجوه الرأفة والرحمة والمغفرة بالسرعة كالهرولة والله أعلى وأجل.
وعلق على الرواية الثانية بقوله:
قوله جل وعلا: إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، يريد به: إن ذكرني في نفسه بالدوام على المعرفة التي وهبتها له وجعلته أهلا لها ذكرته في نفسي، يريد به في ملكوتي بقبول تلك المعرفة منه مع غفران ما تقدمه من الذنوب.
ثم قال: وإن ذكرني في ملأ، يريد به: وإن ذكرني بلسانه يريد به الإقرار الذي هو علامة تلك المعرفة في ملأ من الناس ليعلموا إسلامه ذكرته في ملأ خير منه، يريد به: ذكرته في ملأ خير منه من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين في الجنة بما أتى من الإحسان في الدنيا الذي هو الإيمان إلى أن استوجب به التمكن من الجنان.
(٢) أخرجه ابن حبان في صحيحه في الموضع السابق: ذكر رجاء سرعة المغفرة لذاكر الله إذا تحركت به =

<<  <  ج: ص:  >  >>