للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كمثل راكبٍ قال في ظل شجرة ثم راح وتركها (١) ".

• ومن وصايا المسيح - عليه السلام - لأصحابه أنه قال لهم: "اعْبُرُوهَا ولا تعْمُروها".

• وروى عنه أنه قال: "مَنْ ذا الذي يبني على مَوْج البحر دارًا؟ تلكم الدنيا، فلا تتخذوها قرارًا (٢) ".

* * *

ودخل رجل على أبي ذر فجعل يقلّبُ بصره في بيته، فقال: يا أبا ذر! أين متاعكم؟ قال: إن لنا بيتًا نتوجه (٣) إليه قال: إنه لا بد لك من متاع ما دمت ها هنا؟

فقال: إنّ صاحبَ المنزل لا يدَعُنا فيه (٤).

* * *

ودخلوا على بعضِ الصالحين فقلّبوا بصَرَهم في بيته، فقالوا له: إنا نرى بيتَك بيت رجل مرتحل فقال: أَمُرْتَحِلٌ؟ لا: ولكني (٥) أُطْرَدُ طَرْدًا.

• وكان علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - يقول: إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة، وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة، ولكلٍّ منهما بنون، فكونُوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا؛ فإن اليومَ عملٌ ولا حسَابَ، وغدًا حسابٌ ولا عملَ! ".

* * *

قال بعض الحكماء: "عجبتُ مِمَّن الدنيا مولّية عنه، والآخرة مقبلة إليه، يشتغل بالمدبِرة، ويُعرِض عن المقبلة؟! ".

• وقال عمر بن عبد العزيز في خطبته: "إنَّ الدنيا ليست بدار قراركم، كتب الله


(١) أخرجه الترمذي في السنن: ٣٧ - كتاب الزهد: ٤٤ - باب حدثنا موسى بن عبدة (٤/ ٥٨٨) ح ٢٣٧٧ من رواية إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود قال: نام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حصير فقام وقد أثر في جنبه، فقلنا: يا رسول الله! لو اتخذنا لك وطاء؟ فقال: مالي وللدنيا؟ ما أنا في الدنيا؛ إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها، وعقب عليه بقوله: وفي الباب عن عمر وابن عباس.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
ورواه الحاكم في المستدرك: ٤/ ٣٠٩ - ٣١٠ من حديث ابن عباس بنحوه وصححه على شرط الشيخين وأقره الذهبي ثم روى شاهدًا له من حديث ابن مسعود عقبه، وسكت عنه هو والذهبي.
وانظر باقي تخريجه في الموسوعة ٩/ ٣١٩.
(٢) الخبر رواه أحمد في الزهد ١/ ١٧٢ بنحوه.
(٣) "ا": "نوجه".
(٤) م: "ها هنا".
(٥) م: "لا أرتحل ولكنني".

<<  <  ج: ص:  >  >>