للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على دعائهم.

قال بكر المزني: لو كان رجل يطوف على الأبواب كما يطوف المسكين يقول: استغفروا لي: لكان نوْلُه أن يُفْعلَ (١).

ومن كثرت ذنوبه وسيئاته حتى فاقت العدد، والإحصاء فليستغفر الله مما علم الله؛ فإن الله قد علم كلَّ شيء وأحصاه، كما قال تعالى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ} (٢) وفي حديث شداد بن أوس، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "أسألك من خير ما تَعْلَم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستَغْفِرُكَ لما تعلم؛ إنكَ أنْتَ عَلَّام الغُيُوبِ (٣) ".

• وفي هذا يقول بعضهم:

أستغفر الله مما يعلم اللّهُ … إن الشقي لَمَنْ لا يَرْحَمُ اللّهُ

مَا أحلم اللّهَ عمّن لا يراقبُهُ … كلٌّ مُسِيءٌ ولكنْ يَحْلُم اللّهُ

فَاسْتغِفرِ الله مما كانَ من زَلَلٍ … طُوبَى لمن كفَّ عما يكرهُ اللّهُ

طُوبَى لمن حَسُنَتْ منه سَرِيرَتهُ … طُوبَى لمن ينْتَهِى عما نَهَى اللّهُ

* * *


(١) م: "قبوله" وهو تحريف.
(٢) سورة المجادلة: ٦.
(٣) أخرجه أحمد في المسند ٧/ ١٢٣ (الحلبي) من رواية روح، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، قال: كان شداد بن أوس في سفر فنزل منزلًا، فقال لغلامه: ائتنا بالسفرة نعبث بها، فأنكرت عليه، فقال: ما تكلمت بكلمة منذ أسلمت؛ إلا وأنا أخطمها وأزمها إلا كلمتي هذه فلا تحفظوها عليَّ، واحفظوا مني ما أقول لكم: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
إذا كنز الناس الذهب والفضة فأكثروا هؤلاء الكلمات: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، وأسألك شكر نعمتك، وأسألك حسن عبادتك، وأسألك قلبًا سليمًا، وأسألك لسانًا صادقًا، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم، إنك أنت علام الغيوب" وأخرجه من وجه آخر في ٤/ ١٢٥ بنحوه.
وأورده السيوطي في الدر المنثور ١/ ١٥٤ عن ابن سعد وابن أبي شيبة والخرائطي في الشكر.
وأبو نعيم في الحلية ١/ ٢٦٦ - ٢٦٧ من طرق ووجوه عديدة ورواه في ٦/ ٧٧ - ٧٨ بسياق تامًا على نحو ما عند أحمد والسيوطي والطبراني في الكبير ٧/ ٢٧٩ ح ٧١٣٥ و ٢٨٧ - ٢٨٨ ح ٧١٥٧ و ٢٩٣ - ٢٩٤ ح ٧١٧٥ - ٧١٨٠ من وجوه عدة تامًا ومختصرًا والترمذي في السنن ح ٤٠٠٤.
وأخرجه الحاكم في المستدرك ١/ ٥٠٨ وصححه على شرط الشيخين وأقره الذهبي على شرط مسلم. وابن حبان في صحيحه ٣/ ٢١٤ ح ١٩٧١

<<  <  ج: ص:  >  >>