للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يا رب! أذكرٌ أم أُنثى؟ أَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيد؟ فَمَا الرِّزْقُ؟ فما الأَجلُ. فَيُكْتَبُ كَذَلكَ في بَطنِ أُمِّهِ" (١).

وظاهر هذا يوافق حديث ابن مسعود، ولكن ليس فيه تقدير مدة، وحديث حُذيفة بن أسِيد - الذي تقدم - يدل على أن الكتابة في أول الأربعين الثانية.

* * *

• وخرجه مسلم أيضًا بلفظ آخر من حديث حذيفة بن أَسِيد يبلغ به النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "يدُخْل الملَكُ على النُّطفة بعد ما تستقر في الرحم بِأربعين أو خمس وأربعين لَيْلةً فيقول: يَا رب! أَشَقِي أمْ سعيدٌ فَيُكْتبان فيقول: أي رب! أذكرٌ أم أَنثى؟ فيكتبان، ويُكْتَبُ عَملُه وَأَثرُه وأجَلُه وَرِزقُه، ثُمَّ تُطْوَى الصُّحفُ فَلا يُزادُ فيِهَا ولا يُنقَصُ" (٢).

* * *

وفي رواية أخرى لمسلم أيضًا: "إنَّ النطْفةَ تَقَعُ في الرَّحِم أَرَبَعينَ ليلةً ثم يتسور (٣) عَلَيْها المَلكُ فَيقُولُ يَا رب أذَكرٌ أَمْ أنثَى؟ ". وذكر الحديث (٤).

* * *

وفي رواية أخرى لمسلم أيضًا: لبضعٍ وأربعين ليلةً (٥).


(١) أخرجه البخاري في كتاب الحيض: باب مخلقة وغير مخلقة ١/ ٤١٨ بنحوه ومسلم في أول كتاب القدر ٤/ ٢٠٣٨. بنحوه أيضًا ونصه عند مسلم "إن الله عز وجل قد وكل بالرحم ملكا فيقول: أي رب! نطفة. أي رب! علقة، أي رب! مضغة فإذا أراد الله أن يقضي خلقا قال: قال الملك: أي رب! أذكر أو أنثى؟ شقي أو سعيد؟ فما الرزق؟ فما الأجل؟ فيكتب كذلك في بطن أمه.
(٢) مسلم في أول كتاب القدر ٤/ ٢٠٣٧. بهذا اللفظ وفي أ: "أو خمسة وأربعين" بخطأ نحوي ظاهر.
(٣) في مسلم: "يتصور" وقال النووي في شرحه ١٦/ ١٩٤ هكذا هو في جميع نسخ بلادنا يتصور بالصاد، وذكر القاضي: يتسور بالسين قال: المراد بـ "يتسور": ينزل، وهو استعارة من تسورت الدار إذا نزلت فيها من أعلاها، ولا يكون التسور إلا من فوق، فيحتمل أن تكون الصاد الواقعة في نسخ بلادنا مبدلة من السين والله أعلم أ هـ.
وذكر ابن الأثير محملا لغويا لرواية الصاد فقال: يتصور الملك على الرحم أي يسقط، من قولهم: ضربته ضربة تصور منها أي سقط. راجع النهاية ٣/ ٦٠.
(٤) مسلم ٤/ ٢٠٣٨. من حديث حذيفة بن أسيد أيضًا ونصه عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأذني هاتين يقول: إن النطفة تقع في الرحم أربعين ليلة ثم يتصور عليها الملك، قال زهير: حسبته قال: الذي يخلقها فيقول: يا رب أذكر أو أنثى؟ فيجعله الله ذكرًا أو أنثى، ثم يقول: يا رب! أسوي أو غير سوي؟ فيجعله الله سويا أو غير سوي، ثم يقول: يا رب! ما رزقه؟ ما أجله؟ ما خُلُقُه؟ ثم يجعله الله شقيًّا أو سعيدًا".
(٥) عقب الرواية السابقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>