للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ورواه بعضهم عن أبي عثمان، عن ابن مسعود، وقال بعضهم: عن أبي عثمان، عن سلمان.

• وفي صحيح مسلم من حديث أبي ذر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إني لأعلم آخر أهل الجنة دخولًا الجنة، وآخر أهل النار خروجًا منها: رجل يؤتى به يوم القيامة فيقال: اعرضوا عليه صغار ذنوبه، وارفعوا عنه كبارها؛ فَتُعْرَض عليه صغار ذنوبه فيقال له: عملتَ يوم كذا وكذا: كذا وكذا، وعملت يوم كذا وكذا: كذا وكذا؟ فيقول: نعم. لا يستطيع أن ينكر، وهو مشفق من كبار ذنوبه أن تُعْرض عليه فيقالُ له: "فإن لك مكان كل سيئة حسنة" فيقول: رَبِّ! قد عملتُ أَشياءَ لا أراها ههنا؟ فلقد رأيتُ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - ضحك حتى بدت نَواجِذهُ (١).

* * *

فإذا بدلت السيئات بالحسنات في حق من عوقب على ذنوبه بالنار ففي حقِّ مَنْ محيت سيئاته بالإسلام والتوبة النَّصوح أولى؛ لأن محوها بذلك أَحَبُّ إلى الله من محوها بالعقاب.

• وخرج الحاكم من طريق الفضل بن موسى عن أبي العنبس (٢) عن أبيه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليتمنَّينَّ أقوام أنهم أكثروا من السيئات" قالوا: بم؟ يا رسول الله! قال: "الذين بدَّل الله سيئاتهم حسنات (٣) ".

• وخرجه ابن أبي حاتم، من طريق سليمان أبي داود الزهري (٤)، عن أبي العنبس، عن أبيه، عن أبي هريرة موقوفًا وهو أشبه من المرفوع.


(١) قال في النهاية: ٥/ ٢٠: النواجذ من الأسنان: الضواحك، وهي التي تبدو عند الضحك، والأكثر الأشهر أنها أقصى الأسنان، والمراد الأول، لأنه - صلى الله عليه وسلم - ما كان يبلغ به الضحك حتى تبدو أواخر أضراسه.
والحديث في صحيح مسلم كتاب الإيمان: باب أدنى أهل الجنة منزلةً فيها ١/ ١٧٧ ح ٣١٤ - (١٩٠).
وفي ب: "فإنك لك مكان كل سيئة" فيقول يا رب … قال: "فلقد .. " وفي مسلم: فيقال: عملت.
(٢) في المطبوعة تبعًا للهندية: "عن أبي العبس" وهو خطأ؛ فأبو العنبس هذا هو سعيد بن كثير بن عبيد التيمي ضبطه في التقريب بفتح المهملة والموحدة بينهما نون ساكنة وذكر في التهذيب ٤/ ٧٣ - ٧٤ عن ابن حبان والدارقطني وابن معين أنه ثقة وانظر التاريخ الكبير ٢/ ١/ ٥٠٩.
(٣) أخرجه الحاكم في المستدرك ٤/ ٢٥٢ وصححه على شرط الشيخين وأقره الذهبي وفيه: "ليتمنين أقوام لو أكثروا .... ".
(٤) في ظ، ر، ل، ب: سليمان بن داود الزهري وهو خطأ؛ فهو سليمان بن موسى أبو داود الزهري الكوفي سكن دمشق روى بن موسى بن عبيدة ومظاهر بن أسلم، روى عنه الطاطري وهشام بن غماز، ذكر ابن أبي حاتم عن أبيه أنه صالح الحديث، محله الصدق، وانظر الجرح والتعديل ٢/ ١/ ١٤٢ والخبر في تفسير ابن كثير ٣/ ٣٢٧ بنحوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>